رسالة ترحيب

مرحبا بكم في مدونتي الخاصة، شكرا لكم على الزيارة.

الأربعاء، سبتمبر 25، 2013

المعطلون و علي أنوزلا.. والمتملقون....

المعطلون و علي أنوزلا.. والمتملقون....
لقد أثار هذا الأسبوع حدثين بارزين اختلفت الآراء والردود حولهما، حدث سقوط بنكيران بين يدي المعطلين والمواطنين، وحدث اعتقال الصحفي علي أنوزلا بتهمة مزعومة هي التحريض على الإرهاب.
بالنسبة للحدث الأول، من جملة ما سمعت وقرأت حول ما جرى لرئيس الحكومة مع المعطلين في بحر هذا الأسبوع هو إذانة ذلك الفعل الاحتجاجي على رئيس الحكومة - الذي ذهب بمحض إرادته إليهم-،واعتبار ذلك إهانة لمؤسسة الدولة وليس لشخص عبد الإله بنكيران. رأي ينضاف إلى الآراء أخرى التي لا تناقش دائما الأحداث وفق السياق الذي حدتث فيه.
هو رأي ساذج بطبيعة الحال من أقلام مغرضة ومتملقة ليس غرضه مناقشة الأمور بموضوعية وإنما غرضه تشويه صورة هؤلاء المعطلين الذي يناضلون من أجل الحق في الشغل. حدث مثل هذا وفق سياقاته السياسية والاجتماعية والاقتصادية وما يمكن أن تفرزه من محددات سيكولوجية لا يجب الوقوف عند صحته أو عدم صحته ،بقدر ما يجب الوقوف عند هذا الحدث كمنعطف فاصل ومؤشر على درجة اليأس والسأم من الأوضاع، خاصة مع سياسة التماطل والتخاذل والتلاعب ونسف الوعود.
على من اعتبر الاحتجاج إهانة لمؤسسات الدولة أن يخجل من نفسه وأن يراجع أوراقه، لأن مؤسسات الدولة تهان كل يوم من طرف المسؤولين أنفسهم ولا أحد يحرك ساكنا من هؤلاء المتملقين.
أليس قمة الإهانة لمؤسسة الدولة أن تسير شؤون الدولة من دون حكومة فعلية منذ 2 ماي 2013 تقريبا إلى حدود اللحظة؟
أليس قمة الإهانة لمؤسسة الدولة أن يتم القبول بأن يتم التفاوض مع أشخاص للدخول في الحكومة وقد ثبت عنهم الفساد وتبذير المال العام؟
أليس قمة الإهانة لمؤسسة الدولة أن يكون هذا الذي نسميه رئيس الحكومة أول من يهين مؤسسات الدولة بخرقه للمألوف وتحويل جلسات المحاسبة البرلمانية إلى مسرح للتهريج و"الخبيرات" وممارسة دور الجلاد والضحية في الآن نفسه...؟؟؟
أما بخصوص الحدث الثاني المتمثل في اعتقال الصحفي المقتدر علي أنوزلا، فيظهر أنه قد تم اختيار توقيت اعتقاله بعناية ، وذلك بغض النظر عن التهمة الموجهة إليه، والمتمثلة في نشر مقطع فيديو يحرض على الإرهاب والعنف كما يزعمون.
كالعادة وجد الصحفي المزعج نفسه أمام تهمة ثقيلة بتحريض من المتملقين السياسيين والحقوقيين، بل حتى الصحفيين من بني جلدته الذين من المفترض عليهم أن ينصروه ويؤازروه بالدعوة إلى التطبيق الفعلي والحقيقي للفصل 25 من الدستور الذي يطبلون له، والقائل بأن" حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها."
وعلى ما يبدو، فاعتقال الصحفي أنوزلا محاولة جديدة للتغطية على ما يجري في البلاد من عبث سياسي قل نظيره ، ومحاولة من أجل إسكات الأفواه التي تعد نشازا حتى يتأتى الاستمرار في تمرير ما يمكن تمريره من أفكار، والقيام بأفعال الغرض منها التدجين والتخدير لفئات الشعب العريضة والحفاظ على سكوتها وصمتها اتجاه ما حصل ويحصل من فساد مستشر في شتى المجالات .
لاشك أن الواضح هنا، هو أن النظام يحاول أن يصفي حسابه مع كاتب كان جريئا في العديد من مقالاته، ومزعجا فيها منها: " غياب الملك" و " الاستبداد الناعم"" ولماذا القلق من المينورسو"...
أما الحديث عن تهمة نشر شريط فيديو يحرض على الإرهاب، فليس إلا محاولة من أجل حشد الرأي العام ودعوته إلى الانقلاب عليه حتى يتحول الجلاد إلى ضحية والضحية إلى جلاد .
بالله علينا، أو لم تنشر الدولة عبر إعلامها الرسمي العشرات، بل المئات من البرامج والأخبار ومقاطع الفيديو المحرضة على الاستبلاد والاستحمار والاستغفال والتدجين والتخدير لفئات الشعب ؟
فلماذا لا يتحرك هؤلاء المتملقين من السياسيين والصحفيين للدعوة إلى محاكمة المسؤولين عن تحريض شعب بكامله على البلادة ونشر ثقافة الخنوع والخضوع؟
جمال الفقير
3

السبت، سبتمبر 14، 2013

غوص في ثنايا العبث السياسي بالمغرب...




















     مرة أخرى نلفي أن الشعب المغربي قد وقع ضحية الغوغاء والنفاق السياسييين اللذين يراد بهما إرضاء النفوس والخواطر وخدمة المصالح المشتركة بين القادة السياسيين من جهة، وصناع القرار من أخرى داخل هذا الوطن الحبيب..
     لا نستطيع نحن الضعفاء، والبؤساء إلا أن نقف متفرجين أمام هذا العبث الذي يزداد يوما بعد يوم ومشدوهين أمام مسلسل التشويق الذي ميع المشهد السياسي المغربي، وأرخى بظلاله على كافة مناحي البلاد الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها. الأمر الذي يثبت أننا أمام دولة لا تحترم حتى ذاتها قبل أن تحترم شعبها وأبناءها الأبرار الذين ضحوا بالفال والنفيس من أجل أن تنعم ربوعه بالحرية والاستقلال- وإن كان شكليا طبعا-...
      بلد المتناقضات الذي تحول فيه من نصبوا أنفسهم وصيين على الذين إلى مشاركين في لعبة قذرة التي تسعى لخدمة مصاصي دماء المغاربة عوض خدمة الشعب وحماية مصالحه.         بلد المتناقضات لأن رؤوسا وصفت بأنها أم الفساد ورغم ذلك تم التعاقد معها والتفاوض معها على أساس أنها المنقذ للبلاد والعباد من الأزمة التي نتخبط فيها....
    بلد المتناقضات لأن من كان يعطينا دروسا في المبادئ والأخلاق اندثرت أخلاقه وتلاشت قيمه ومبادئه في سبيل الوصول إلى سلطة مزعومة ووزارات ملغومة...
بلد المتناقضات لأن من أراد استغلال مطالب شعب بأكمله استغل هو الآخر من جهات أكبر منه فذل أشد إذلال ومرغ أنفه في التراب، وسقط مغشيا عليه، فلم يستيقظ إلا بعد أن انصهرت الغيوم وانتهت فترة شهر عسل مفترضة بينه وبين الأكبر منه سلطة ودهاء ونباهة...
بلد المتناقضات لأننا في بلد استطاع أن يضم لصفوفه أناسا من أرذل الشعب، أطلق عليهم مثقفين ومفكرين وفنانين ليضم أصوات أتباعهم وأتباع أتباعهم، مع العلم أن هؤلاء فقط سذج، متملقين ، لأن الفناننين والمفكرين والمثقفين الحقيقيين يحملون معهم قضية، هي قضية شعب بأكمله لا يمكن أن يساوموا عليها أو يقللوا من قيمتها من أجل دريهمات...
بلد المتناقضات لأننا نعيش وهم مغرب جديد وفق دستور جديد ومعطيات جديدة، نعيش الوهم لأن أشخاصا من طينة خالد عليوة وأمثاله كثر سرقوا ونهبوا، ثم خرجوا من السجن كالشعرة من العجين. في نفس الآن زج بأشخاص سرقوا دراهم معدودة من أجل سد رمق الجوع...
بلد المتناقضات لأننا شعب نبدو بلا هوية أو ضمير، وكأن قدرنا أن نكون مسيرين في أرض المغرب الفسيح، غير مخيرين، نطيع أولي الأمر منا ولا نجادل ولا نناقش ولا نرفع أصواتنا فوق صوت ظلامنا وقاهرينا لأن ذلك سيكون من أنكر الأصوات..

جمال الفقير

الأحد، سبتمبر 08، 2013

كي لا نبيع الوهم للمغاربة من جديد...


ونحن على أبواب الانتهاء من التعديل الحكومي لأجل ميلاد الحكومة في نسختها الثانية يعوض فيها التجمع الوطني للأحرار حزب الاستقلال المستقيل، لابد من الإشارة إلى بعض الأمور والمعطيات حتى لا نبيع مرة أخرى الوهم للمغاربة، لا فرق بين الحكومات مادام أن دورها فقط تنفيذ الأوامر وفقط، وتطبيق برنامج معد سلفا من قبل دوائر أخرى...
لأجل هذا، نحتاج في المغرب إلى أن نربط المسؤولية بالمحاسبة. وهذا الأمر لن يتأت -طبعا- إلا بتقديم تنازلات ملكية واضحة حتى يتحقق الشرط الديموقراطي، الشرط الذي من شأنه أن يدفع إلى إصلاح حقيقي واضح وحقيقي غير ترقيعي، وذلك بعيدا عن الشوشرة والمزايدات الفارغة التي لا تسمن من جوع ..
لتعطى الصلاحيات للآخرين الذين هم في موقع مسؤولية بلا مسؤولية سوى أنهم جالسون ينتظرون الإشارات والأوامر ، كل هذا بغية أن نحاسب كل واحد على أفعاله وأن لا نظل معلقين متفرجين مشدوهين لما حصل ويحصل. والأمثلة كثيرة في هذا الصد: مثلا: قضية البدوفيل دانييل كالفان مغتصب أطفال القنيطرة الذي تم العفو عنه من حاسبنا...؟
قضية محاربة الفساد والتماسيح والعفاريت من نحاسب فيها؟ هل نحاسب بنكيران الذي لا يتكلم بشكل مباشر عن الذين يواجهونه أم نحاسب حكومة الظل التي هو خاتم في أصبعها...؟
ماذا أصدر سوى فرض الضريبة على الرواتب الإضافية ووضع القانون المنظم للولوج للمناصب السامية – تقريبا - فمن نحاسب ؟
نلحظ كيف أن اللوبيات الداخلية والخارجية تتحكم في ملفات وقضايا تقلبها كيفما تشاء وتراعي فيها مصالحها، من هذا المنطلق .
المغرب لا يزال يحتاج إلى إصلاح القضاء المنحل والتوزيع العادل للثروات ولا يزال يحتاج إلى الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية، فمن نحاسب؟
في قضية المعطلين هناك مرسوم وزاري أصدر بمجلس وزاري برئاسة الملك هو 02-11-100 فطبق على فئة ولم يطبق على فئة من نحاسب؟ خاصة وأن الحكمة في هذا الملف تقتضي محاولة احتضان جميع أطياف هاته الفئة من الشعب والدفاع عنها لإيجاد حلول لمعضلتها بدل إهانتها، حتى لا يتسرب الملل واليأس فيؤدي إلى ما لا يحمد عقباه بعد أن لا تجد من يسمع لشكواها وهمومها ...
جمال الفقير

من سرق ونهب الثروات يا سادة؟


من سرق ونهب الثروات يا سادة؟

من أكل أموال الشعب ولا زال يأكلها دون أي حسيب أو رقيب؟ 
أين تذهب عائدات الفوسفاط والصيد البحري أين عائدات الذهب والفضة... 
أين هي الهبات النقذية التي يمنحها الخليج ولحساب من تمشي؟
اذهبوا لتعرفوا من يمنح وظائف مباشرة لمن هم أصلا أغنياء.. اسألوا عن الذين يمتصون دماء المغاربة دون أي رحمة أو شفقة.
اقرأو .. اقرأوا وفقكم الله ودعونا من الآراء الساذجة الضيقة النظرة عن ما يجري في المغرب من حراك اجتماعي وبالأخص ضد بنكيران.... لتعلموا أن المشكلة أعمق من بنكيران، وتفوقه ولا تستهدف شخصه أو حزبه بقدر ما تستهدف يفكره وجشعه وطمعه ،لأنه سمح لنفسه بأن يدخل ويلج لعبة قذرة.، فرضي بسلطة وهمية لا نفع لها سوى أنها كراكيز يتم تحريكها بخيوط...
لا تناقشوا مسألة الكفاءة والمساواة .كيف حركتكم قضية المعطلين ومدى أحقيتهم أو عدم أحقيتهم في الوظيفة والذين هم ضحية منظومة تعليمية فاسدة ولم تحرككم تلك الزيادات المهولة في الأسعار..زيادة في الحليب وزيادة في المحروقات وهلم جرى..
كفاكم نفاقا ولا تدعوا أنكم تراعون مصلحة الوطن في حين أنتم لا تدركون ما يجري في هذا الوطن من مآسي ومشاكل جمة يتخبط فيها.. اتقوا الله في بني جلدتكم يا أيها الذين يدعون أنهم مع الحق.
جمال الفقير

حينما تتعدد الوجوه والأقنعة وتندثر معها القيم والأخلاق....


لا يخفى على أحد التحوير، ومحاولة لفت الأنظار إلى أحداث من خارج المغرب وبالضبط مصر، مقابل التستر على ما يحصل في الداخل من أزمات حقيقية وفراغ سياسي كبير يستدعي إعطاء موقف صريح منه، باتخاذ إجراءات احتجاجا على هذا الوضع و على الفشل الذريع في تسيير شؤون البلاد والعباد، والرضى بالخنوع والخضوع لمن يسمونهم التماسيح والعفاريت.
لاشك أن ما يحدث في مصر من تقتيل دموي يحز في النفس ويشعر بالحزن والغبن والشجن إنسانيا قبل أن يكون دينيا أو أخلاقيا ، لذلك لا يمكن إلا ندين ما يحدث في مصر من إراقة الدماء، رغم موقفنا الثابت من هذه القضية والداعي إلى إذانة السبب قبل النتيجة.
إلا أن ما يجري هذا البلد والموقف منها لا يجب أن يتخذ ذريعة من أجل استغلال الأمور لصالح جهة على أخرى . الشيء الذي نلحظه هذه الأيام، حيث حول الساسة المغاربة وبالخصوص الحزب الحاكم والمقربون منه أنظارهم إلى مصر جملة وتفصيلا. فعوض أن يخرج هؤلاء للتنديد بانعدام الوضوح والرؤية، وغياب استراتيجية محكمة للتسييير تكون لها شروطها ومقوماتها نربط من خلالها المسؤولية بالمحاسبة، وعوض التنديد بالزيادة في ثمن الحليب والخروج بمظاهرات ومقاطعة الشركات المعنية بالزيادة حتى يتم التراجع عن القرار، نلفي أن إخواننا في المغرب قد نددوا بالقتل وأرغدوا وأزبدوا بما يحدث في مصر ، ودعوا إلى طرد سفيرها، في حين لم ينددوا بالقتل الذي يحدث بشكل يومي على مستوى طرقات المغرب (التي يقف على رأس مسؤوليتها أحد صقور الحزب)، بدءا بمقتل حوالي 17 مغربي بالقرب من مدينة الحسيمة قبل أيامن ومرورا بحادثة شيشاوة التي أودت بحوالي 10 ضحايا وغيرها من الحوادث التي تستحق أن يتم التظاهر والاحتجاج بغية التوعية وإصلاح وهيكلة البنية التحية المهترئة .
لماذا لم يخرج هؤلاء احتجاجا على ما تعرض له العديد من أبناء الشعب الذين نددوا بالعفو الملكي الذي شمل المجرم الإسباني دانييل كالفان مغتصب أطفال القنيطرة والمدان بثلاثين سنة.
إن ما لا يطاق هو أن يخرج هؤلاء فقط للتنديد بما يحدث في مصر، متناسين أحداثا أخرى مشابهة تجري في بقعتهم الجغرافية المغرب يمكن التعاطي معها هي والدفاع عنها والخروج لأجلها بمظاهرات وتنديدات يمكن أن يكون لها الفضل الكبير على هذا البلد، لا أن يتركوا فقط نفرا من الناس هم من يقوم بالمهمة، والحديث هنا عن الفئة التي يسميها المسؤولون ظلما وعدوانا " محترفوا النضال".
لماذا لم يتم إعطاء موقف صريح من حدث حفل الولاء وما يرافقه من تنقيص لكرامة الإنسان وتسفيه له وجعله عبدا يركع لغير الله رب العالمين..؟
أعجبت في هذا الصدد، بالموقف الجريئ الذي اتخذه أحد البرلمانيين المغاربة الذي رفض الركوع لغير الله وعلانية، فواجه إعصارا من المعارضين المتملقين الذين يقدسون الأشخاص ويجعلونهم في مراتب ملائكة طاهرة لا لشيء إلا لكونهم يحصلون على قطعة من الكعكة. فهؤلاء، وكما يقال"" إذا أمطرت السماء حرية ستجدهم يحتمون بمظلات"".. .
نخلص ونقول: تعرف الرجال بمواقفها ومبادئها الثابتة التي لا يمكن أن يزعزها الوصول إلى سلطة مزعومة بشغر منصب كبير أو تولي حقيبة . أما أولئك الذين تندثر مبادئهم وقيمهم لأجل تحقيق المصلحة والوصول إلى الهدف فؤولئك مجرد أشباه رجال دائما مع الفئة الغالبة سيدذكرهم التاريخ بمداد الخزي والعار لا مداد الفخر والاعتزاز..

هل فعلا، قضى الفايسبوك على حرارة التواصل واللقاء..



لا جرم أن" الفايسبوك"رغم إيجابياته الكثيرة التي لا تعد، وحسناته التي قربت المسافات، وجعلت الناس يعيشون في عالم مصغر افتراضي أكثر وضوحا وغنى من حيث الأخبار والمعلومات المتداولة من داخله. إلا هذا لا يمنعنا من الإشارة إلى أن الفايسبوك باعتباره آلية من آليات الاتصال قد قضى على العلاقات الاجتماعية بين العديد من رواده، وأفقدها متانتها التي كانت تتسم بها وتميزها، وغيب من حرارة التواصل واللقاء بين الأصدقاء و الأحبة عموما..
فكم من عزيز نحبه ونحترمه يكون قريبا منا "فايسبوكيا" في غالبية اللحظات، إلا أننا نتجنب الحديث معه حتى لا نكون مملين وروتينيين في نظره ، وهو شعور متبادل بطبيعة الحال بين العديد من رواد الفايسبوك، ومن يقول غير ذلك فرأيه لا يعدو أن يكون نفاق اجتماعي في نفاق أو لنقل مجاملة اجتماعية وفقط...
واشوقاه لحرارة التواصل، وحماسة اللقاء التي كانت تنتاب كل واحد منا ونحن مقبلين على لقاء أحدهم لنكلمه ويكلمنا، ونحدثه ويحدثنا، ونتجاذب معه أطراف الحديث فيما بيننا في مواضيع عدة، بشكل يجعل الأفكار المتناولة عديدة لا تنتهي من فرط ذلك الشوق الذي ينهمر ليعبر عن نفسه بشكل تلقائي وعفوي..
أما الآن، فقد تغيرت الأوضاع وغاب معها شوق اللقاء، وعذوبة الكلام المباشر، وتم تعويض كل ذلك بدردشات مملة فيها الكثير من المجاملات، والعديد من الجمل والعبارات التي تدخل في باب الإبقاء على ماء الوجه بين الطرفين حتى لا يترك أحد الآخر..
هي كلمات وجمل بمثابة ذلك الخيط الرابط والعرق النابض الذي يمثل ما يسمى بالعلاقات الاجتماعية ( السلام عليك، كيف الحال، هل أن بخير والحمد لله..,slt , ca va ,hmd et toi , merci). فهل هذه هي عصارة العلاقات الاجتماعية بين الأشخاص التي عهدناها سابقا وانتهى الكلام..؟
الأمر الذي يسهم في تسرب الملل، والشعور بالقنوط من الآخر، وهجره في مرحلة موالية بمجرد بروز مقطع فيديو على جدار "الفايسبوك" أو ظهور صورة مثيرة أو خبر لافت للانتباه..
زيادة عن ذلك، فروتينية الجمل والعبارات التي تعاد وتتكرر صباح مساء حتى تفقد جدتها وحرارتها أسهمت هي الأخرى في إيقاظ الشعور بالضجر الشيء الذي يغري المتواصلين بأن يكونوا ن خارج التغطية رغم أنهم متواجدون في الأصل...
فحتى وإن سعيت إلى ترميم علاقتك بالأصدقاء عن طريق عقد لقاء في المنزل أو في المقهى، فإن كل واحد من هؤلاء يأتيك متأبطا حاسوبه، ينشغل به بعد حين ليتركك ترتشف القهوة أو الشاي على مضض....
جمال الفقير