رسالة ترحيب

مرحبا بكم في مدونتي الخاصة، شكرا لكم على الزيارة.

الاثنين، أبريل 22، 2013

قراءة في أسباب سلوك التخريب لدى الشباب(وجهة نظر)









 إن التخريب الذي تعرضت له مدينة الدار البيضاء (كمثال) بعد مقابلة في كرة القدم يعتبر أمرا طبيعيا ونتيجة طبيعية لضغط من الضغوط قد ولد الانفجار. ذلك أن أحداث الشغب التي جرت ليس سببها كرة القدم في حد ذاتها أو حب الفريق في حد ذاته وفقط ، بل هناك محددات سيكولوجية واجتماعية واقتصادية ومعرفية هي التي أدت إلى كل ذلك العنق الذي لن ولم يكن الأمن ليسيطر على الأوضاع، وحتى إن سيطر على ذلك فسيكون بشكل لحظي وآني لا يسعى إلى معالجة الظاهرة من عمقها، لأن هناك أسباب -كما- أشرنا- خفية هي مربط الفرس ولابد من معالجتها بشكل بنيوي.
            لكي نكون واضحين أكثر، فالمغاربة لم يصلوا إلى حد الذهاب للملاعب من أجل تحقيق المتعة والترويح عن النفس بمشاهدة لعبة مفضلة وفريق مفضل يحقق الإمتاع كما هو معمول به في دول غربية متقدمة، بل إن الغالبية العظمى تذهب لكي تفرغ مكبوتاتها التي تعتملها والتي تعجز عن تفريغها في أماكنها وقنواتها الخاصة بفعل العديد من الإكراهات.
           لسنا في موقف المدافع عن المخربين، ولا بصدد إعطاء تبريرات لسلوكات تخريبية تستحق العقاب، لكن هناك أسئلة مقلقة لابأس من طرحها، لأن التمعن فيها ومحاولة الإجابة عنها بحكمة وتبصر سيسعف في الوقوف على مكمن الخلل، والسبب الرئيسي في مثل هذه السلوكات.
     كيف يمكن  لشاب أن يسيطر على أعصابه أمام تلك اللحظات التي يعتبرها تطهيرا له من كل ما يعانيه من حرمان، حيث انعدام أبسط شروط العيش الكريم والهنيء، ويعجز عن توفير قوته اليومي، ولا يملك سكنا حسنا، ولايملك عملا حتى؟
        ومجرد إطلالة بسيطة على الانتماء الطبقي لهذه الفئة المخربة، يجعلك تكتشف أن غالبيتها تنتمي للأحياء الشعبية الفقيرة والمهمشة في ضواحي المدن التي ينتشر في الإدمان والجريمة نتيجة الظروف المشار إليها.
       ماذا تتوقع من شاب يعاني من مشاكل سيكولوجية جمة مرتبطة بظروف النشأة والتربية، ومرتبطة أيضا بالمحيط العائلي الذي هو في الغالب غير سليم خاصة تلك العلاقات المتوترة التي تتبدى بين الآباء والأمهات بسبب مشاكل أصلها في الغالب اجماعي والاقتصادي ومعرفي بالأساس، والتي يعاينها هو على مدار الساعة، في كل لحظة يلج فيها المنزل وتكون سببا في تشرذمه وتشرده. كما أنه قد يعاني من القمع، فتتولد لديه العديد من العقد النفسية الحادة التي يصعب عليه إنقاذ نفسه منها، ولا مجال للتخفيف والتعبير عنها في هذه الحالة إلا القيام بأمور وأشياء تجعله يحس بكينونته ووجوده، ويثور ويتمرد على أوضاعه إن بطريقة شعورية مقصودة أو لا شعورية..؟
          لذلك، يمكن أن نخلص إلى أن من بين الأسباب الرئيسية لهذه السلوكات التي يتم اعتبارها تخريبية هو انعدام الكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية (وغيرها) التي يعاني منها العديد من الشباب منذ الصغر، والتي تكون سببا في عدم وعيهم وتعلمهم وتلقيهم تربية حسنة، وبالتالي إنتاجهم لسلوكات عنيفة قد تكون سلوكات لفظية أو جسدية أو مادية....

ليست هناك تعليقات: