رسالة ترحيب

مرحبا بكم في مدونتي الخاصة، شكرا لكم على الزيارة.

الأحد، مارس 03، 2013

كلاب وقطط المؤسسة الضالة....قصة قصيرة



كانت الساعة تشير إلى الثامنة صباحا في ذلك اليوم الممطر عندما وقف للحظة أمام باب المؤسسة، وأخذ يلمع حذاءه الذي بلله ماء المطر المنهمر بغزارة. ما إن انتهى من عملية التلميع حتى سمع صوتا خشنا من رجل صاحب عضلات، قوي البنية، عريض الكتفين يلقي عليه التحية، ويسأل عن حاله وأحواله، كان ذلك الرجل، الحارس العام للمؤسسة، ولأنه اعتاد على تحياته الحارة التي لا يدري هل نابعة منه أم هو نفاق وتقليد اجتماعي صار لزاما علينا الآدميون القيام به، لم يجد بدا من الرد عليه بأحسن منها، رغم أنه اضطر إلى إخراج يديه من القفازين اللذين يرتديهما جراء البرد، لكن كل شيء يهون في سبيل الإحساس بالتقدير على الحروف التي تلقاها في تكوينه، ويلقن بعضها لتلامذته الآدميين مع بعض الكلاب والقطط التي - تتسلل في كل مرة تسنح لها الفرصة- إلى أقسام هذه المؤسسة الموغلة في القدم خفية.
وأنت تتجول داخل فضاءات هذه المؤسسة تحس أنها مهجورة، ولا تلامذة فيها. فرغم أن مرتاديها بالمئات، إلا أن ضجيجهم الإنساني البشري لا يسمع، وعوض ذلك يسمع مواء القطط الشرسة ونباح الكلاب الضالة التي لطالما أربكت حساب أساتذة المؤسسة.
لازلت أتذكر يوم تسلل إلى حجرة الدرس كلب، واختبأ تحت إحدى الطاولات دون أن ينتبه إلى ذلك الأستاذ. والغريب هو أن الأستاذ في تلك الحصة استعان بالقطط والكلاب كأمثلة من أجل شرح الدرس، لكن ما إن هم في الشرح حتى أخذ الكلب المتسلل يصدر أصواتا غريبة غير مفهومة لم يعرف جميع من في القسم مصدرها، إلا الأستاذ الذي فاجأ الكلب في غفلة منه بضربة من الأستاذ على مستوى الوجه كادت تكسر فكيه، ثم أخرجه ذليلا بالركل والرفس. والمثير في أمر هذه الواقعة هو أن أحد حراس عام المؤسسة احتج بطريقة أو أخرى على الأستاذ المسكين، معتبرا أن ما فعله يعد خرقا لحقوق الحيوان، في حين تناسى أنه ( الحارس العام) إلى جانب المؤسسة المسؤولان الرئيسيان عن دخول الكلب للقسم وإصداره لتلك الأصوات المزعجة للأجساد الآدمية المتواجدة -على قلتها- داخل القسم.
والحديث عن الكلاب دون القطط من داخل تلك المؤسسة أمر ناقص بالنسبة لمن زارها. لهذا، فحديثي عن قطط وكلاب المؤسسة اللعينة لا يستقيم دون استحضار ذلك اليوم المشمس الذي تعاركت فيه إحدى القطط الشرسة مع أحد الكلاب الضالة في المؤسسة (؛) عراك شاهده كل من فيها، خاصة وأنه جرى في وسط الساحة الشاسعة، واستمتع بأطواره كل من كان في المؤسسة تلك الصبيحة، فما إن هب الكلب بالانقضاض على القطة التي تبدو في ظاهرها وديعة حتى أصدرت مواء كان بمثابة طلب للنجدة واستعداد لحرب ضروس، فبرزت الأظافر الحادة، وانضمت بعد ذلك لساحة الوغى قطتان سمينتان لتنقض الثلاثة على الكلب الذي لم ينفعه نباحه. آلمني الأمر لأن حارس المؤسسة السالف الذكر قد تدخل وفض المعركة بطريقته الخاصة، ونقلها إلى خارج المؤسسة لتبدأ فصول عراك جديدة في الخارج...
جمال الفقير.
.

شذرات بنكيرانية....