رسالة ترحيب

مرحبا بكم في مدونتي الخاصة، شكرا لكم على الزيارة.

الثلاثاء، سبتمبر 23، 2014

عودة الروح ...


بعد عزوف دام شهرين عن الكتابة أجدني متحمسا بعض الشيء من أجل كتابة بعض الكلمات التي تنبض بالحياة وتعيد الروح إلى الجسد النخرة المليء بالكلمات الجافة التي لا رواء فيها.

صادفت وصادفتني العديد من الوقائع والأحداث طيلة الشهرين الماضيين جعلتني أحتار في الكتابة عنها.

طرائف تستحق التدوين، هل سأكتب عن رحلتي للمضيق ومنع النادل لي من شرب القهوة أو الشاي بدعوى أنني أحمل رغيفا ليس في المستوى قد لا يعجب شكله باقي الزبناء؟

هل سأكتب عن العالم الآخر الذي شاهدته بعيني شمال المغرب، جمال طبيعته في السواحل ووعورة المسالك وصعوبة العيش في قمته التي يعيش سكانها على إيقاع التهريب في مقابل رغد العيش بالقرب من البحر؟

هل سأكتب عن "صدينة" بنواحي تطوان وعن منطقة العلاوين وما يعيشه الناس هناك قرب منجم لإنتاج الإسمنت؟


هل سأكتب عن الطفولة الباسمة التي تحترق هنا وهناك في انتظار مستقبل مجهول قد ينتهي بالانتقال إلى الضفة الأخرى أو الاكتفاء بسيارة لتهريب السلع "وسبسي" طويل يشفي الغليل يعبر عن الوجود؟


هل سأكتب عن الشمس الحارقة التي ألهبتني وأنا بمقر سكناي في مدينتي الصغيرة، وما تلاها من لسعات "الباعوض "و "الشنيولة" وضجيج موسيقى الأعراس وما أحدثه كل ذلك من أرق ومخاصمة النوم؟


هل سأكتب عن أولئك الذين غادروني في صمت بعد أن اقتسمت معهم الأحزان والأفراح، المعتقلين منهم ومن هم في حالة سراح؟


هل سأكتب عن أضحوكة اسمها حكومة جلالة الملك ومعارضة اسمها معارضة جلالة الملك؟ هل سأكتب عن أصدقائي البجيدين والاستقلاليين والشيوعيين والاشتراكيين والماركسيين والأصوليين والمتشددين والمتطرفين؟


هل سأعود للنبش في نفاق أجواء رمضان والمترمضنين وكثرة النفاق الديني والاجتماعي والسياسي...


هل سأكتب عن ما صادفته طيلة تجارب لن أنساها تعرفت فيها على أناس مغاربة شتى، أغنياء وفقراء وكادحين، طيبين وأشرارا صغارا وكبارا..


المهم أنني سأكتب، والأكيد أن ما سأكتب سيعجب الكثير وسيغضب الكثير.. لكن الأهم من كل هذا أنني سأتغيى الصدق والحقيقة في التعبير عن كل ما صادفته وأثر في إلى حد الضحك وإلى حد البكاء.


سأرنو باختصار إلى عودة الروح التي غادرت جسدي النحيف طيلة أيام ابتعادي عن التدوين والكتابة


جمال الفقير.
21-09-2014

ليست هناك تعليقات: