رسالة ترحيب

مرحبا بكم في مدونتي الخاصة، شكرا لكم على الزيارة.

الاثنين، مارس 19، 2012

موعد لم يتم......


راقبته وهو يهمس في أذن صديقه، دندن بعدها بكلمات غير مفهومة، ثم هم بمغادرة المكان، ولم يودع المجمع حتى. لا حظ الجميع كيف أن المختار يختال في مشيته، رافعا رأسه. 
لابد وأنه على موعد مع شخص مهم. ثبا لهذا الموعد الذي من أجله ابتاع بذلة جديدة وحذاء جديدا. حلق ذقنه ومشط شعره (على طريقة الهيبي).
عاد المختار من موعده وهو يجر ذيول خيبة الأمل. لم تأت من كان معها على موعد. ذكر...ني الموقف بقصيدة لمحمود درويش عندما اقترض المال ولمع حذاءه وانتظرها في المقهى، فلم تأت. في مدخل المنزل المكترى، وجد صاحب المنزل ينتظره ليدفع له أجرة الكراء. صب هذا الأخير جام غضبه على المختار الذي تسمر في مكانه وأخذ يبحلق. بلع ريقه على مضض. كيف له أن يرد على الإهانات التي تلقاها وقد ابتاع بأجرة الكراء بذلة جديدة من أجل موعد لم يتم.؟.....
جمال الفقير.

هناك تعليقان (2):

- محمد بوعلام عصامي ____ يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
- محمد بوعلام عصامي ____ يقول...

يقول محمود درويش في قصيدة:
انتظرها قبل ان تاتي فإن لم تأتي..إنتظرها!
وكيف لا والمختار الإطار عاش كل حياته منتظرا أمرا ما..
ففي الجامعة ينتظر الحافلة التي لا تاتي..وإن أتت فبعد طول إنتظار.
وفي المستشفى يلملم المختار جراحه في قاعة الإنتظار..منتظرا قدوم الطبيب.
وبعد التخرج ظل المختار ينتظر وظيفة، لعلها تكون النهاية في سكة الإنتظار.
ولكنها لم تأتي..إلى يوم كتابة هذه الكلمات..
وهاهو يصيح امام قبة البرلمان فتصيبه هراوة قوات قمعٍ شرسة..فيسقطُ أرضا منتظرا قدوم سيارة الإسعاف، لتقله الى المستشفى. فينتظر دوره في طابور طويل من المرضى والجرحي..
ببساطة إنها مأساة الإنسان العربي او الإنسان المقهور، في وطن أضحى أشبه بقاعة انتظار كبرى.
وهنا أعود وأقول لصديقي المختار، هوِّن عليك وانتظرها، وانتظرها إلى أن تأتي، فإن أتت فاجعلها بدورها تنتظر يوم الزفاف.
فتنتظران معا ادماجك في سلك الوظيفة!
انتظر يا مختار فلست وحدك بل كلنا معك ننتظر، وإنّا هاهنا منتظرون...
"محمد بوعلام عصامي"