رسالة ترحيب

مرحبا بكم في مدونتي الخاصة، شكرا لكم على الزيارة.

الأحد، مارس 18، 2012

حزب العدالة والتنمية وتدبدب المواقف....

إحدى احتجاجات الرميد عندما كان في المعارضة



يتداول بين المغاربة قول يقول: "ما دمت في المغرب فلا تستغرب". وبالفعل علينا أن لا نستغرب.
 كم كان المغاربة سعداء ويتوسمون الخير ويستبشرون بمستقبل مشرق للمغرب إذا ما أعطي لحزب العدالة والتنمية رئاسة الحكومة، على اعتبار أن هذا الحزب -على زعمهم- جاء بشعارات رنانة وببرنامج يستطيع من خلاله وضع قطيعة مع كل ما يمث للتسيير العشوائي للبلاد. 
ولعل موقف هؤلاء المغاربة لم يأت من فراغ،ذلك ومن أجل أن يصل إخواننا الأعزاء إلى السلطة، اختاروا موقع المعارضة وأرسوا خطاباتهم الشعبوية وتفننوا في ذلك من جميع الجهات والنواحي وعلى جميع المستويات...
       كم كان راقيا أن نرى مصطفى الرميد وهو يرفع لافتة " لا ديموقراطية دستورية بدون ملكية برلمانية". لكن ،كم كان مخجلا أن نراه  قبل بالدخول في لعبة سياسية قذرة يدرك في قرارة نفسه أنها فاسدة، ويدرك من خلالها أنها خبيثة ولن يستطيع أن يكون حرا فيها. أمر تأكد عندما سئل من قبل أحد أطر عن مصير المسروقات والهواتف التي سلبها الأمن من الأطر، حيث أشار إلى أن الأمر خارج عن سيطرته وأن الأمر أكبر منه، وتناسى أنه وزير العدل والحريات في الحكومة، ومن تمت هو الضامن للعدل والحريات.

        كم كان راق للمغاربة أن يشاهدوا مصطفى الرميد وهو يلعن ويرغد ويزبد وينادي بضرورة الكشف عن راتب الناخب كريتس، لكن كم كانت الحسرة عندما اختار الصمت عن هذه القضية وقضايا أخرى، واختار لنفسه لغة الوعيد للأطر العليا المعطلة، وهددهم بالاعتقال عندما صادفوه في حفل تأبيني حضره إلى جانب بنكيران.
     كم كان راق أن يرى المغاربة بنكيران يقول بشعبويته المعهودة بأنه سينهج الحوار مع  الاحتجاجات والمعطلين وسيتغاضى عن المقاربة الأمنية، لكن ما إن تقلد منصبه ومسك بالزمام حتى صار يذكر المغاربة -من خلال عنفه وجبروته وقمعه- بعهد ادريس البصري الدموي الذي كنا للحظة نعتقد أننا ودعناه.
     نزل هذا الأمر، كقطعة ثلج على العديد من من يناصروه ويتعاطفون معه، إلا انه بدوره لم يفاجئ العديد من المغاربة، فهو الذي ضحى بالشعب من أجل الوصول للسلطة فصار ملكيا أكثر من الملك نفسه بغية تحقيق هدفه.أمر تجلى أكثر من خلال موقف الحزب من الاحتجاجات في المغرب، والتي تزامنت والربيع العربي وخاصة موقفه من احتجاجات 20 فبراير، بحيث كان موقف بنكيران واضحا رغم بعض الانشقاقات. رفض آنذاك الخروج إلى الشارع للتظاهر، في المقابل تم الافراج عشية الاحتجاجات عن عضو الحزب البارز جامع المعنصم رغم التهمة الثقيلة التي وجهت له. 


       استمر موقف بيع-إن صح التعبير- المبادئ والمواقف الجريئة، وخذلان الشعب من أجل الوصول إلى السلطة، تجسد ذلك أيضا من خلال موقف الحزب من الدستور والذي لقي ترحيبا كبيرا من بنكيران  قبل أن يبلور على أرض الواقع، رغم أن من يتمعن فيه كثيرا يجد أن الأمر لا يعدو أن يكون إرضاء للخواطر والنفوس وفقط وينقصه الكثير،انتقادات وملاحظات خرجت من أفوه أناس حكماء من حزب العدالة والتنمية. وهنا نعود إلى المحامي ووزير العدل والحريات الحالي مصطفى الرميد الذي احتج كثيرا، وتموقف من الفصول 42 و43 و 44 من الدستور الجديد وغيرها من الفصول، واعتبر أن الفصل 19 من الدستور القديم لايزال قائما. فاستنتج ما استنتج لكن  استنتاجاته واحتجاجاته ذهبت في مهب الرياح. 
       في الجهة الاخرى من الحزب،- وهي الجهة القوية طبعا-  لم يكل بنكيران ولم يمل من أن يمدح الدستور و فصوله، في نفس الآن أخذ يسب خصومه السياسيين ويستفيذ من الحركات الاحتجاجية ومطالبها - خاصة حركة 20 فبراير، ونسبة المشاركة المتدنية، فحصل على أعلى نسبة تصويت، بحوالي مليوني صوت -بما فيها الأصوات الملغاة- مكنته من أن يعلن بأنه صار يمثل الشعب الذي يبلغ تعداده بحوالي 36 مليون.فاستطاع بذلك أن يزيل حزب الأصالة والمعاصرة من طريقه ، وتشجع ليعلن للملك رفضه لرؤساء هذا الحزب وعلى رأسهم فؤاد علي الهمة..... لكن، صار الهمة صديق بنكيران وبينهما صداقة متينة بقدرة قادر. 
   تمت المصادقة على الدستور، وجاءت الانتخابات، فصار الحزب يهدد بالنزول إلى الشارع إن لم يفز في الانتخابات، وأخذ يشير إلى أنه يتعرض للتشويه وتحاك ضده المؤامرات....بناء على عدة معطيات، خاصة الظرفية التي يمر منها المغرب والاحتجاجات المتواصلة وطبيعة الشعارات والمطالب المرفوعة والتي أسهمت في تعبيد الطريق، ونظرا لضرورة أن يظهر  المغرب  بتوب جديد أو ما سمي بثورة المغرب الخاصة تم تسهيل المأمورية للحزب الإسلامي- الاسلاموي- للوصول للسلطة. 

      بمجرد تحقيق السلطة تأكد أن الحزب قد قطع لسانه، وبثرت أرجله كما جرى لحزب الاتحاد الاشتراكي عندما تحول إلى إلى لعبة في يد الدولة تلعب به كما تشاء، ولا أدل على ذلك الأخذ والرد بين بنكيران والقصر في قضية الاستوزار.
    هل حكومة بنكيران هي من يسير شؤون البلاد الداخلية والخارجية، وتتخذ قراراتها بنفسها أم أنها فقط مسيرة وغير مخيرة؟ أو قل للدقة مخيرة في بعض الملفات التي تخص الشؤون والمآرب  الداخلية ومسيرة فيما دون ذلك.أن ترفع شعار أنك مع الشعب وأبناء الشعب يعني أن تستجيب لتطلعات الشعب، وأن تفي بما وعدته، وقبل هذا وذاك وإكراما لهذا الشعب أن ترفض بأن تبيدق وتسير بالطيليكوموند؟ وأن ترفض بأن  تستغل الشعب من أجل الوصول إلى السلطة، والتي أثبث التاريخ القريب أنها غير نافعة مادامت الشروط والمعطيات الحالية لا تساعد على ترسيخ شعار " كرامة، حرية،  الديموقراطية ،عدالة اجتماعية"
.جمال الفقير.

ليست هناك تعليقات: