رسالة ترحيب

مرحبا بكم في مدونتي الخاصة، شكرا لكم على الزيارة.

الجمعة، ديسمبر 06، 2013

في ذكرى استقلال الوطن الذي نسكنه جميعا...


لا أعرف كيف أني لم أطق يوما هالة الاحتفال بذكرى استقلال المغرب والتي تصادف 18 نونبر، ودائما ما كنت أضيف استقلال ( شكلي)، مادام أن العديد من أراضيه لازالت سليبة، ولم تسترجع لحد الآن، ولطالما أحسست بأننا نعطي لليوم أكثر من حجمه، مادام لم نتخذه دافعا لاتخاذ قرارات جريئة تقطع مع العملاء والمفسدين، واتخذه المنافقون والمصاصون مبررا يعلقون عليه شمعات إخفاقاتهم فيزينون في كل أرجاء البلد بالرايات والأعلام، وفي الداخل يجمعون ويسرقون الأخضر واليابس بدون أي رقيب أو حسيب.
لكن وللأمانة، لا ننسى من المغاربة يحتفل بهذا اليوم كقناعة راسخة وكذكرى وطنية عزيزة أخرجت العديد من المغاربة من براثن الذل والهوان. وأولئك هم من يدركون المعنى الحقيقي للوطن والوطنية.
لذلك،يمكن إلا أن نرفع القبعة والتحيات للمغاربة الأحرار الذي ضحوا بالغال والنفيس من أجل تحقيق الاستقلال الشكلي، وأدوا الثمن غاليا لأجل ذلك، إلا أنهم لا يلقون التحية المستحقة من قبل المسؤولين بعد أن ضحوا واستفاد الجبناء الذين كانوا داخل جحورهم.
استقلال شكلي، استفاد منه في الغالب الخونة. نعم استفادوا من بقايا ومخلفات المستعمر، وما كان يستوليه من أراض وخيرات هي في ملك الشعب، فصاروا بقدرة قادر يملكون الأراضي والعقارات والأموال " و الخير والخمير" فمن أين كان لهم هذا؟ وهل ولدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب.
لا أحد يمكن أن يزايد علينا في حب الوطن، لأن حب الوطن هو إيمان، وهو مغروس فينا بالفطرة، لكن بالمقابل لايمكن لأحد أن يمنعنا من الإشارة إلى أن هناك من الخونة والعملاء من باعنا للمستعمر فانتقلنا من الاستعمار الجغرافي للأراضي المغربية السياسي إلى الاستعمار الفكري والاقتصادي وصرنا أتباعا، فخففنا خسائرهم المادية والبشرية التي كانوا يتكبدونها..
الوطن ليس في ملك أحد، بل هو ملك للجميع، هو ذلك المشترك بين كل أطياف المجتمع، لذلك فما أتمناه هو أن تكون ذكرى الاستقلال ( الشكلي) فرصة من أجل التأمل ومراجعة الذات، والإجابة عن سؤال منطقي وصريح، وهو هل فعلا حققنا الاستقلال المنشود الذي من خلاله نستطيع أن نتحكم في وطننا ونتخذ قرارات سيادية باستقلالية اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وحتى فكريا...؟ إن كان الجواب سلبيا فعلينا أن ننطلق من جديد حتى تصير كل أيام السنة أعياد لاستقلال نهائي خال من الزلات والشوائب..
فعاش وطننا الذي نسكنه جميعا...
جمال الفقير.

السبت، نوفمبر 02، 2013

طريق قذرة ....



طريق مفروشة بكل أنواع القذارة، متعفنة ذات رائحة مسمومة تخنق النفس. طريق جافة عطشانة لا رواء فيها. 
بها متارس تمنع السير العادي وتعرقل المسير..
طريق وضعت فيها بيادق وأعمدة وأسوار اصطناعية تحجب الرؤية عن العالم الآخر الذي قيلت عنه العديد من الأساطير والروايات...
لا طهر ولا نقاء في الطريق، ولا طريق في الطريق. رؤوس تم قطعها، وهي لم تينع بعد. 
قطفت غصبا، فلا هي اجتثت، ولا هي قطفت بالشكل الجميل الذي يليق بأناقتها..
طريق وعرة المسالك، تمشي عليها جبال شامخة لا فجج فيها، ولا تصدعات.
تنشد أغان مبللة بمطر، ومنمقة بكلام محمود. تختال في مشيتها أمام العيان، منتصبة القامة لا تغشى الوغى..
طريق تعج بالظلمات، لا حق فيها ولا يقين..
أناسها يعيشون القبح والضلال، يزعمون أنهم يرفلون في النعيم وينامون تحت الظلال، يقدمون الضحكات الصفراء ويخفون الأغلال..
طريق موحشة، لا حياة فيها ولا صفاء. لا طهر فيها ولا نقاء. لا مشرب فيها صالح ولا غداء ..
جمال الفقير

الثلاثاء، أكتوبر 22، 2013

ما بين التحالف مع التماسيح والتغني بمصلحة الوطن..


         لقد اتضح للعيان أن الحزب الذي كان يمشي مختالا، فخورا بعدد المقاعد، والنتائج المذهلة التي حققها - نتيجة المقاطعة الكبيرة للانتخابات ولعبه على الوتر الحساس للمغاربة ومخاطبتهم باسم الدين- قد انطفأ مصباحه و اندثرت وتلاشت قيمه ومبادئه. وبات يعيش في ظلام دامس، بعد أن ذل وأهين ومُرغ أنفه في التراب. كيف لا وقد تحالف مع ألذ الأعداء، وصنيع المخزن كما كان يعتبره ؟ إنها الحقيقة المرة لحزب العدالة والتنمية بعد أن قبل التجاور في الحكومة مع أحد الرؤوس التي لطالما كال لها التهم تلو الأخرى.
       إن الحديث عن  القبول بالوضع الحالي في الحكومة الثانية، وربط ذلك  بمراعاة المصلحة العليا للوطن، وضمان استقراره هو جبن في جبن وخوف من المجهول. غرضه إنجاح تجربة حكومية بغض عن النظر عن فشلها أو نجاحها، وبغض النظر عن سلطتها أو عدم سلطتها، وبغض عن النظر من كونها مسيرة أو مخيرة...
        المهم في الأخير هو الاستفادة المادية والمعنوية من الاستوزار، وتوظيف أعضاء الحزب في المؤسسات الحكومية  على حساب مبادئ الحزب  وقيمه – هذا إن كانت له مبادئ أو قيم...
        إن ما حدث مع لحزب العدالة والتنمية، وتجرع مرارته جميع المغاربة - نتيجة ما آلت إليه الأوضاع- لم يكن مفاجئا بالنسبة للكثير من المتتبعين،  فهو  تحصيل حاصل للأخطاء والهفوات التي وقع فيها الحزب وباقي المتملقين السياسيين الانتهازيين، وغير النزيهين بحكم تحالفه المطلق مع صناع القرار بغية الوصول للسلطة بأي ثمن  ...
        فكم من مرة علت الأصوات منادية بالقول إن المغرب لا يعرف أي تغيير يذكر، وأن ما سمي جزافا بالربيع العربي هو مجرد ذر للرماد على العيون، ومحاولة لامتصاص  الغضب، ومنوم لتهدئة حالة عدم الخنوع والخضوع التي أعلنتها العديد من الشعوب  المتسلحة بحماس وإرادة وقوة شديد قل نظيرها.
        كم من مرة نادت الأصوات قائلة بأن لا شيء تغير في المغرب، لا دستور جديد، ولا عقلية جديدة جاءت بها المرحلة، لأن التغيير الذي لا يأتي عن اقتناع ليس بتغيير وإنما هو الخضوع لحالة شد وجدب، والمساومة تحت طائلة التهديد والتهديد المضاد.
       كم من مرة نادت الأصوات بأن التغيير الحقيقي ضيعته أياد قذرة كان غرضها السلطة بأي ثمن، حيث اختارت هاته الأيادي  التملق والمساومة من أجل سلطة مزعومة، عوض أن تصطف  إلى جانب الشعب المغربي عندما خرج عن اقتناع للشوارع من أجل التظاهر لتحقيق مطالب مشروعة يؤطرها شعار "حرية كرامة وعدالة اجتماعية"...
       فعن أي مصلحة للوطن تتحدثون ؟ هل فعلا الوطن المشترك الذي نسكنه بشكل مشترك أم وطنكم الذي رسمتم أنتم له حدودا ووضعتم له قوانين خاصة وقواعد لا تعرفونها إلا أنتم ؟ يا من تمتصون دماء من يشاركونكم الوطن، وتغرسون فيهم خناجر وسكاكين من دون أي رحمة أو شفقة من أجل سلطة مزعومة...؟ 

جمال الفقير.

الثلاثاء، أكتوبر 01، 2013

لماذا التغريد خارج السرب السيدة الفاضلة سناء عاجي....


وأنا أقرأ مقال السيدة سناء عاجي الفاضلة عن المعطلين والذي يدين نضالاتهم ومطالبهم أثارتني مجموعة من الأسئلة: 
من هي هاته الكاتبة سناء العاجي؟ ماهي توجهاتها وما هي ميولاتها؟ هل هي فعلا قريبة من ملف الأطر العليا وداركة لخباياه وحيثياته.....؟ تناسلت الأسئلة لأن السيدة تحدتث بسداجة مصطنعة عن الوظيفة العمومية وكيفية الولوج إليها. فنجدها ضمنيا لا تعترف بالشواهد العليا التي يتوفر عليها خيرة هذا الوطن والذين تحصلوا عليها من جامعات عمومية، بل الأكثر من ذلك لا تعتبر الشغل في الوظيفة العمومية حق للمعطلين للأطر العليا،داعمة لمسألة الاتجاه للقطاع الخاص باعتباره بديلا....
بداية، أحب أن أقول ما قالته لك إحدى الباحثات إنك أيتها السيدة الفاضلة تغردين خارج السرب، وغير قريبة من فئات الشعب المغربي، خاصة تلك الفئات المضطهدة التي نحن جزء لا يتجزء منها. ومن العيب أن تنصبي نفسك متحدة باسم الشعب، لتدينيه.
إنك يا سيدتي الفاضلة بعيدة كل البعد عن أبناء هذا الشعب جملة وتفصيلا. متشربة لثقافة غربية يعلوها نوع من التعالي والتغريب في المواقف. بشهادتك في إحدى مقالاتك اعترفت أنك أقرب للغرب من المغرب، وهذا ما جعلك متعالية وتائهة في مقالك، فتناسيت أن الذين يطالبون بالإدماج الفوري في الوظيفوة العمومية هم أصحاب شواهد عليا تفوق قدرة الكثير منهم قدراتك المعرفية والثقافية ولم تتح لهم -للأسف- الفرصة كما أتيحت لك ليظهروا عبر وسائل الإعلام وشاشات التلفاز ليعبروا عما يختلج دواخلهم من أفكار خلاقة قد تسهم في تنمية هذا البلد. لكنهم -وللأسف متواطؤون مع المتملقين والمتملقات أمثالك.....
لماذا لم تكن نيشان السيدة سناء وتطالب بضرورة إعلان أزمة طوارئ اجتماعية، واقتصادية وقبلهما سياسية لاحتواء ما يمكن احتواؤه، كما دعا لذلك العديد من الخبراء والباحثين الموضوعيين والنزهاء ؟ لماذا لم تشر السيدة الفاضلة إلى المسؤولية المباشرة للدولة المغربية بشكل عام فيما هي عليه أوضاع المعطلين وليس العاطلين كما يُروجا. الأطر العليا المعطلة تطالب بالإدماج الفولري والمباشر في أسلاك الوظيفة العمومية، وهي في ذلك صاحبة حق بالقانون.
و تطالب قبل ذلك الأطر العليا المعطلة بفتح تحقيق في حادثة استشهاد شهيد الأطر العليا المعطلة عبد الوهاب زيدون الذي تم إحراقه هو وزميله محمود الهواس بفعل فاعل عندما هما لجلب الأكل والدواء.
لتعلم السيدة الفاضلة أن الكرامة قبل كل الشيئ وهو الأمر الذي تبحث عنه الأطر العليا المعطلة ، الأمر الذي يضطرها إلى ابتكار أشكال نضالية من أجل إثارة الانتباه إليها خاصة في ظل سياسة الآذان الصماء، ولعل آخر الأشكال النضالية الإعتصام المفتوح الذي خاضته الأطر العليا المعطلةوالذي تم فضه بالهنف والقوة هو دليل من دلائل الصمود والمثابرة والنضال حتى تحقيق المطالب .
تدرك الأطر العليا المعطلة تمام الإدرك أن المغرب لم يكن ليعيش الأزمة في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية و.... لو لم هناك سوء تدبير . هناك الفوسفاط هناك الفضة، هناك الصيد البحري هناك تحصيل الضرائب في قطاعات حيوية....... وبذلك هناك أموال ضخمة تهدر وتذهب لغير أصحابها. كما أن هناك شركات هولدينغ هي في الأصل للشعب لكن يتحكم فيها أشخاص(لوبيات) نعرف أنهم يظلموننا نحن الفقراء ونصمت.....
المغرب يا سيدتي يعرف انحلال القضاء وسوء توزيع الثروات، وهما سببان رئيسيان فيما نعيشه اليوم. لاشك أن العديد من مناصب الشغل في الوظيفة العمومية فارغة تنتظر من يأتي إليها ويؤدي عمله بإخلاص وتفان. والأجدر أن يلجها أبناء الفقراء، الذين لولاهم لضاع العلم. فكفانا سيدتي من الكلام العام الفضفاض الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، ولا يستنذ إلى الموضوعية في التحليل....؟
ولك واسع النظر.
جمال الفقير.

الأربعاء، سبتمبر 25، 2013

المعطلون و علي أنوزلا.. والمتملقون....

المعطلون و علي أنوزلا.. والمتملقون....
لقد أثار هذا الأسبوع حدثين بارزين اختلفت الآراء والردود حولهما، حدث سقوط بنكيران بين يدي المعطلين والمواطنين، وحدث اعتقال الصحفي علي أنوزلا بتهمة مزعومة هي التحريض على الإرهاب.
بالنسبة للحدث الأول، من جملة ما سمعت وقرأت حول ما جرى لرئيس الحكومة مع المعطلين في بحر هذا الأسبوع هو إذانة ذلك الفعل الاحتجاجي على رئيس الحكومة - الذي ذهب بمحض إرادته إليهم-،واعتبار ذلك إهانة لمؤسسة الدولة وليس لشخص عبد الإله بنكيران. رأي ينضاف إلى الآراء أخرى التي لا تناقش دائما الأحداث وفق السياق الذي حدتث فيه.
هو رأي ساذج بطبيعة الحال من أقلام مغرضة ومتملقة ليس غرضه مناقشة الأمور بموضوعية وإنما غرضه تشويه صورة هؤلاء المعطلين الذي يناضلون من أجل الحق في الشغل. حدث مثل هذا وفق سياقاته السياسية والاجتماعية والاقتصادية وما يمكن أن تفرزه من محددات سيكولوجية لا يجب الوقوف عند صحته أو عدم صحته ،بقدر ما يجب الوقوف عند هذا الحدث كمنعطف فاصل ومؤشر على درجة اليأس والسأم من الأوضاع، خاصة مع سياسة التماطل والتخاذل والتلاعب ونسف الوعود.
على من اعتبر الاحتجاج إهانة لمؤسسات الدولة أن يخجل من نفسه وأن يراجع أوراقه، لأن مؤسسات الدولة تهان كل يوم من طرف المسؤولين أنفسهم ولا أحد يحرك ساكنا من هؤلاء المتملقين.
أليس قمة الإهانة لمؤسسة الدولة أن تسير شؤون الدولة من دون حكومة فعلية منذ 2 ماي 2013 تقريبا إلى حدود اللحظة؟
أليس قمة الإهانة لمؤسسة الدولة أن يتم القبول بأن يتم التفاوض مع أشخاص للدخول في الحكومة وقد ثبت عنهم الفساد وتبذير المال العام؟
أليس قمة الإهانة لمؤسسة الدولة أن يكون هذا الذي نسميه رئيس الحكومة أول من يهين مؤسسات الدولة بخرقه للمألوف وتحويل جلسات المحاسبة البرلمانية إلى مسرح للتهريج و"الخبيرات" وممارسة دور الجلاد والضحية في الآن نفسه...؟؟؟
أما بخصوص الحدث الثاني المتمثل في اعتقال الصحفي المقتدر علي أنوزلا، فيظهر أنه قد تم اختيار توقيت اعتقاله بعناية ، وذلك بغض النظر عن التهمة الموجهة إليه، والمتمثلة في نشر مقطع فيديو يحرض على الإرهاب والعنف كما يزعمون.
كالعادة وجد الصحفي المزعج نفسه أمام تهمة ثقيلة بتحريض من المتملقين السياسيين والحقوقيين، بل حتى الصحفيين من بني جلدته الذين من المفترض عليهم أن ينصروه ويؤازروه بالدعوة إلى التطبيق الفعلي والحقيقي للفصل 25 من الدستور الذي يطبلون له، والقائل بأن" حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها."
وعلى ما يبدو، فاعتقال الصحفي أنوزلا محاولة جديدة للتغطية على ما يجري في البلاد من عبث سياسي قل نظيره ، ومحاولة من أجل إسكات الأفواه التي تعد نشازا حتى يتأتى الاستمرار في تمرير ما يمكن تمريره من أفكار، والقيام بأفعال الغرض منها التدجين والتخدير لفئات الشعب العريضة والحفاظ على سكوتها وصمتها اتجاه ما حصل ويحصل من فساد مستشر في شتى المجالات .
لاشك أن الواضح هنا، هو أن النظام يحاول أن يصفي حسابه مع كاتب كان جريئا في العديد من مقالاته، ومزعجا فيها منها: " غياب الملك" و " الاستبداد الناعم"" ولماذا القلق من المينورسو"...
أما الحديث عن تهمة نشر شريط فيديو يحرض على الإرهاب، فليس إلا محاولة من أجل حشد الرأي العام ودعوته إلى الانقلاب عليه حتى يتحول الجلاد إلى ضحية والضحية إلى جلاد .
بالله علينا، أو لم تنشر الدولة عبر إعلامها الرسمي العشرات، بل المئات من البرامج والأخبار ومقاطع الفيديو المحرضة على الاستبلاد والاستحمار والاستغفال والتدجين والتخدير لفئات الشعب ؟
فلماذا لا يتحرك هؤلاء المتملقين من السياسيين والصحفيين للدعوة إلى محاكمة المسؤولين عن تحريض شعب بكامله على البلادة ونشر ثقافة الخنوع والخضوع؟
جمال الفقير
3

السبت، سبتمبر 14، 2013

غوص في ثنايا العبث السياسي بالمغرب...




















     مرة أخرى نلفي أن الشعب المغربي قد وقع ضحية الغوغاء والنفاق السياسييين اللذين يراد بهما إرضاء النفوس والخواطر وخدمة المصالح المشتركة بين القادة السياسيين من جهة، وصناع القرار من أخرى داخل هذا الوطن الحبيب..
     لا نستطيع نحن الضعفاء، والبؤساء إلا أن نقف متفرجين أمام هذا العبث الذي يزداد يوما بعد يوم ومشدوهين أمام مسلسل التشويق الذي ميع المشهد السياسي المغربي، وأرخى بظلاله على كافة مناحي البلاد الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها. الأمر الذي يثبت أننا أمام دولة لا تحترم حتى ذاتها قبل أن تحترم شعبها وأبناءها الأبرار الذين ضحوا بالفال والنفيس من أجل أن تنعم ربوعه بالحرية والاستقلال- وإن كان شكليا طبعا-...
      بلد المتناقضات الذي تحول فيه من نصبوا أنفسهم وصيين على الذين إلى مشاركين في لعبة قذرة التي تسعى لخدمة مصاصي دماء المغاربة عوض خدمة الشعب وحماية مصالحه.         بلد المتناقضات لأن رؤوسا وصفت بأنها أم الفساد ورغم ذلك تم التعاقد معها والتفاوض معها على أساس أنها المنقذ للبلاد والعباد من الأزمة التي نتخبط فيها....
    بلد المتناقضات لأن من كان يعطينا دروسا في المبادئ والأخلاق اندثرت أخلاقه وتلاشت قيمه ومبادئه في سبيل الوصول إلى سلطة مزعومة ووزارات ملغومة...
بلد المتناقضات لأن من أراد استغلال مطالب شعب بأكمله استغل هو الآخر من جهات أكبر منه فذل أشد إذلال ومرغ أنفه في التراب، وسقط مغشيا عليه، فلم يستيقظ إلا بعد أن انصهرت الغيوم وانتهت فترة شهر عسل مفترضة بينه وبين الأكبر منه سلطة ودهاء ونباهة...
بلد المتناقضات لأننا في بلد استطاع أن يضم لصفوفه أناسا من أرذل الشعب، أطلق عليهم مثقفين ومفكرين وفنانين ليضم أصوات أتباعهم وأتباع أتباعهم، مع العلم أن هؤلاء فقط سذج، متملقين ، لأن الفناننين والمفكرين والمثقفين الحقيقيين يحملون معهم قضية، هي قضية شعب بأكمله لا يمكن أن يساوموا عليها أو يقللوا من قيمتها من أجل دريهمات...
بلد المتناقضات لأننا نعيش وهم مغرب جديد وفق دستور جديد ومعطيات جديدة، نعيش الوهم لأن أشخاصا من طينة خالد عليوة وأمثاله كثر سرقوا ونهبوا، ثم خرجوا من السجن كالشعرة من العجين. في نفس الآن زج بأشخاص سرقوا دراهم معدودة من أجل سد رمق الجوع...
بلد المتناقضات لأننا شعب نبدو بلا هوية أو ضمير، وكأن قدرنا أن نكون مسيرين في أرض المغرب الفسيح، غير مخيرين، نطيع أولي الأمر منا ولا نجادل ولا نناقش ولا نرفع أصواتنا فوق صوت ظلامنا وقاهرينا لأن ذلك سيكون من أنكر الأصوات..

جمال الفقير

الأحد، سبتمبر 08، 2013

كي لا نبيع الوهم للمغاربة من جديد...


ونحن على أبواب الانتهاء من التعديل الحكومي لأجل ميلاد الحكومة في نسختها الثانية يعوض فيها التجمع الوطني للأحرار حزب الاستقلال المستقيل، لابد من الإشارة إلى بعض الأمور والمعطيات حتى لا نبيع مرة أخرى الوهم للمغاربة، لا فرق بين الحكومات مادام أن دورها فقط تنفيذ الأوامر وفقط، وتطبيق برنامج معد سلفا من قبل دوائر أخرى...
لأجل هذا، نحتاج في المغرب إلى أن نربط المسؤولية بالمحاسبة. وهذا الأمر لن يتأت -طبعا- إلا بتقديم تنازلات ملكية واضحة حتى يتحقق الشرط الديموقراطي، الشرط الذي من شأنه أن يدفع إلى إصلاح حقيقي واضح وحقيقي غير ترقيعي، وذلك بعيدا عن الشوشرة والمزايدات الفارغة التي لا تسمن من جوع ..
لتعطى الصلاحيات للآخرين الذين هم في موقع مسؤولية بلا مسؤولية سوى أنهم جالسون ينتظرون الإشارات والأوامر ، كل هذا بغية أن نحاسب كل واحد على أفعاله وأن لا نظل معلقين متفرجين مشدوهين لما حصل ويحصل. والأمثلة كثيرة في هذا الصد: مثلا: قضية البدوفيل دانييل كالفان مغتصب أطفال القنيطرة الذي تم العفو عنه من حاسبنا...؟
قضية محاربة الفساد والتماسيح والعفاريت من نحاسب فيها؟ هل نحاسب بنكيران الذي لا يتكلم بشكل مباشر عن الذين يواجهونه أم نحاسب حكومة الظل التي هو خاتم في أصبعها...؟
ماذا أصدر سوى فرض الضريبة على الرواتب الإضافية ووضع القانون المنظم للولوج للمناصب السامية – تقريبا - فمن نحاسب ؟
نلحظ كيف أن اللوبيات الداخلية والخارجية تتحكم في ملفات وقضايا تقلبها كيفما تشاء وتراعي فيها مصالحها، من هذا المنطلق .
المغرب لا يزال يحتاج إلى إصلاح القضاء المنحل والتوزيع العادل للثروات ولا يزال يحتاج إلى الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية، فمن نحاسب؟
في قضية المعطلين هناك مرسوم وزاري أصدر بمجلس وزاري برئاسة الملك هو 02-11-100 فطبق على فئة ولم يطبق على فئة من نحاسب؟ خاصة وأن الحكمة في هذا الملف تقتضي محاولة احتضان جميع أطياف هاته الفئة من الشعب والدفاع عنها لإيجاد حلول لمعضلتها بدل إهانتها، حتى لا يتسرب الملل واليأس فيؤدي إلى ما لا يحمد عقباه بعد أن لا تجد من يسمع لشكواها وهمومها ...
جمال الفقير

من سرق ونهب الثروات يا سادة؟


من سرق ونهب الثروات يا سادة؟

من أكل أموال الشعب ولا زال يأكلها دون أي حسيب أو رقيب؟ 
أين تذهب عائدات الفوسفاط والصيد البحري أين عائدات الذهب والفضة... 
أين هي الهبات النقذية التي يمنحها الخليج ولحساب من تمشي؟
اذهبوا لتعرفوا من يمنح وظائف مباشرة لمن هم أصلا أغنياء.. اسألوا عن الذين يمتصون دماء المغاربة دون أي رحمة أو شفقة.
اقرأو .. اقرأوا وفقكم الله ودعونا من الآراء الساذجة الضيقة النظرة عن ما يجري في المغرب من حراك اجتماعي وبالأخص ضد بنكيران.... لتعلموا أن المشكلة أعمق من بنكيران، وتفوقه ولا تستهدف شخصه أو حزبه بقدر ما تستهدف يفكره وجشعه وطمعه ،لأنه سمح لنفسه بأن يدخل ويلج لعبة قذرة.، فرضي بسلطة وهمية لا نفع لها سوى أنها كراكيز يتم تحريكها بخيوط...
لا تناقشوا مسألة الكفاءة والمساواة .كيف حركتكم قضية المعطلين ومدى أحقيتهم أو عدم أحقيتهم في الوظيفة والذين هم ضحية منظومة تعليمية فاسدة ولم تحرككم تلك الزيادات المهولة في الأسعار..زيادة في الحليب وزيادة في المحروقات وهلم جرى..
كفاكم نفاقا ولا تدعوا أنكم تراعون مصلحة الوطن في حين أنتم لا تدركون ما يجري في هذا الوطن من مآسي ومشاكل جمة يتخبط فيها.. اتقوا الله في بني جلدتكم يا أيها الذين يدعون أنهم مع الحق.
جمال الفقير

حينما تتعدد الوجوه والأقنعة وتندثر معها القيم والأخلاق....


لا يخفى على أحد التحوير، ومحاولة لفت الأنظار إلى أحداث من خارج المغرب وبالضبط مصر، مقابل التستر على ما يحصل في الداخل من أزمات حقيقية وفراغ سياسي كبير يستدعي إعطاء موقف صريح منه، باتخاذ إجراءات احتجاجا على هذا الوضع و على الفشل الذريع في تسيير شؤون البلاد والعباد، والرضى بالخنوع والخضوع لمن يسمونهم التماسيح والعفاريت.
لاشك أن ما يحدث في مصر من تقتيل دموي يحز في النفس ويشعر بالحزن والغبن والشجن إنسانيا قبل أن يكون دينيا أو أخلاقيا ، لذلك لا يمكن إلا ندين ما يحدث في مصر من إراقة الدماء، رغم موقفنا الثابت من هذه القضية والداعي إلى إذانة السبب قبل النتيجة.
إلا أن ما يجري هذا البلد والموقف منها لا يجب أن يتخذ ذريعة من أجل استغلال الأمور لصالح جهة على أخرى . الشيء الذي نلحظه هذه الأيام، حيث حول الساسة المغاربة وبالخصوص الحزب الحاكم والمقربون منه أنظارهم إلى مصر جملة وتفصيلا. فعوض أن يخرج هؤلاء للتنديد بانعدام الوضوح والرؤية، وغياب استراتيجية محكمة للتسييير تكون لها شروطها ومقوماتها نربط من خلالها المسؤولية بالمحاسبة، وعوض التنديد بالزيادة في ثمن الحليب والخروج بمظاهرات ومقاطعة الشركات المعنية بالزيادة حتى يتم التراجع عن القرار، نلفي أن إخواننا في المغرب قد نددوا بالقتل وأرغدوا وأزبدوا بما يحدث في مصر ، ودعوا إلى طرد سفيرها، في حين لم ينددوا بالقتل الذي يحدث بشكل يومي على مستوى طرقات المغرب (التي يقف على رأس مسؤوليتها أحد صقور الحزب)، بدءا بمقتل حوالي 17 مغربي بالقرب من مدينة الحسيمة قبل أيامن ومرورا بحادثة شيشاوة التي أودت بحوالي 10 ضحايا وغيرها من الحوادث التي تستحق أن يتم التظاهر والاحتجاج بغية التوعية وإصلاح وهيكلة البنية التحية المهترئة .
لماذا لم يخرج هؤلاء احتجاجا على ما تعرض له العديد من أبناء الشعب الذين نددوا بالعفو الملكي الذي شمل المجرم الإسباني دانييل كالفان مغتصب أطفال القنيطرة والمدان بثلاثين سنة.
إن ما لا يطاق هو أن يخرج هؤلاء فقط للتنديد بما يحدث في مصر، متناسين أحداثا أخرى مشابهة تجري في بقعتهم الجغرافية المغرب يمكن التعاطي معها هي والدفاع عنها والخروج لأجلها بمظاهرات وتنديدات يمكن أن يكون لها الفضل الكبير على هذا البلد، لا أن يتركوا فقط نفرا من الناس هم من يقوم بالمهمة، والحديث هنا عن الفئة التي يسميها المسؤولون ظلما وعدوانا " محترفوا النضال".
لماذا لم يتم إعطاء موقف صريح من حدث حفل الولاء وما يرافقه من تنقيص لكرامة الإنسان وتسفيه له وجعله عبدا يركع لغير الله رب العالمين..؟
أعجبت في هذا الصدد، بالموقف الجريئ الذي اتخذه أحد البرلمانيين المغاربة الذي رفض الركوع لغير الله وعلانية، فواجه إعصارا من المعارضين المتملقين الذين يقدسون الأشخاص ويجعلونهم في مراتب ملائكة طاهرة لا لشيء إلا لكونهم يحصلون على قطعة من الكعكة. فهؤلاء، وكما يقال"" إذا أمطرت السماء حرية ستجدهم يحتمون بمظلات"".. .
نخلص ونقول: تعرف الرجال بمواقفها ومبادئها الثابتة التي لا يمكن أن يزعزها الوصول إلى سلطة مزعومة بشغر منصب كبير أو تولي حقيبة . أما أولئك الذين تندثر مبادئهم وقيمهم لأجل تحقيق المصلحة والوصول إلى الهدف فؤولئك مجرد أشباه رجال دائما مع الفئة الغالبة سيدذكرهم التاريخ بمداد الخزي والعار لا مداد الفخر والاعتزاز..

هل فعلا، قضى الفايسبوك على حرارة التواصل واللقاء..



لا جرم أن" الفايسبوك"رغم إيجابياته الكثيرة التي لا تعد، وحسناته التي قربت المسافات، وجعلت الناس يعيشون في عالم مصغر افتراضي أكثر وضوحا وغنى من حيث الأخبار والمعلومات المتداولة من داخله. إلا هذا لا يمنعنا من الإشارة إلى أن الفايسبوك باعتباره آلية من آليات الاتصال قد قضى على العلاقات الاجتماعية بين العديد من رواده، وأفقدها متانتها التي كانت تتسم بها وتميزها، وغيب من حرارة التواصل واللقاء بين الأصدقاء و الأحبة عموما..
فكم من عزيز نحبه ونحترمه يكون قريبا منا "فايسبوكيا" في غالبية اللحظات، إلا أننا نتجنب الحديث معه حتى لا نكون مملين وروتينيين في نظره ، وهو شعور متبادل بطبيعة الحال بين العديد من رواد الفايسبوك، ومن يقول غير ذلك فرأيه لا يعدو أن يكون نفاق اجتماعي في نفاق أو لنقل مجاملة اجتماعية وفقط...
واشوقاه لحرارة التواصل، وحماسة اللقاء التي كانت تنتاب كل واحد منا ونحن مقبلين على لقاء أحدهم لنكلمه ويكلمنا، ونحدثه ويحدثنا، ونتجاذب معه أطراف الحديث فيما بيننا في مواضيع عدة، بشكل يجعل الأفكار المتناولة عديدة لا تنتهي من فرط ذلك الشوق الذي ينهمر ليعبر عن نفسه بشكل تلقائي وعفوي..
أما الآن، فقد تغيرت الأوضاع وغاب معها شوق اللقاء، وعذوبة الكلام المباشر، وتم تعويض كل ذلك بدردشات مملة فيها الكثير من المجاملات، والعديد من الجمل والعبارات التي تدخل في باب الإبقاء على ماء الوجه بين الطرفين حتى لا يترك أحد الآخر..
هي كلمات وجمل بمثابة ذلك الخيط الرابط والعرق النابض الذي يمثل ما يسمى بالعلاقات الاجتماعية ( السلام عليك، كيف الحال، هل أن بخير والحمد لله..,slt , ca va ,hmd et toi , merci). فهل هذه هي عصارة العلاقات الاجتماعية بين الأشخاص التي عهدناها سابقا وانتهى الكلام..؟
الأمر الذي يسهم في تسرب الملل، والشعور بالقنوط من الآخر، وهجره في مرحلة موالية بمجرد بروز مقطع فيديو على جدار "الفايسبوك" أو ظهور صورة مثيرة أو خبر لافت للانتباه..
زيادة عن ذلك، فروتينية الجمل والعبارات التي تعاد وتتكرر صباح مساء حتى تفقد جدتها وحرارتها أسهمت هي الأخرى في إيقاظ الشعور بالضجر الشيء الذي يغري المتواصلين بأن يكونوا ن خارج التغطية رغم أنهم متواجدون في الأصل...
فحتى وإن سعيت إلى ترميم علاقتك بالأصدقاء عن طريق عقد لقاء في المنزل أو في المقهى، فإن كل واحد من هؤلاء يأتيك متأبطا حاسوبه، ينشغل به بعد حين ليتركك ترتشف القهوة أو الشاي على مضض....
جمال الفقير

الاثنين، يوليو 29، 2013

ترمضينة رئيس الحكومة الموقرة ....


كنت أعتقد على أن "الترمضينة "هي فقط مقتصرة على فئة معينة توهم نفسها على أن لها مبرر يجعلها تصل إلى تلك الحالة غير الطبيعية المتسمة بالنرفزة والعصبية والهستيرية. غير أنني جد مخطئ، إذ الحقيقة غير ذلك بعد أن انتقلت إلى شخصيات مهمة في المغرب. يكفي أن نكتشف ونرى بأعيننا أن رئيس حكومتنا الموقرة هو الآخر يصاب بالترمضينة وبهستيرية في هذا الشهر الفضيل.
لكن الغريب في الأمر هو أن الذي يتوهم بأنه مرمضن يرجع سببه إلى إذمانه على شيئ ما مثل السيجارة أو المخدرات أو الخمر فيحتاج إليه وهو في حالة صيامه وامتناعه عن الأكل، إلا أن إذمان رئيس الحكومة لا علاقة له بكل هذا على حد علمنا. فما سبب هذه الترمضينة الهستيرية الغريبة الأطوار.؟
فعلا هي "ترمضينة "غريبة من رئيس الحكومة، فحتى وهو في قمة غضبه وبصوت عال مرتفع تجده يمرر رسائل مشفرة وبثقة عالية لخصومه دون أن يبين ضعفه، إلا أن طريقة حديثه مع رئيس مجلس المستشارين ودخوله في جذال مع بعض المستشارين بهستيرية وعدم ثبات وتركيز أظهرته في موقف جد ضعيف أمام خصومه السياسيين، لا بل أمام جميع المتتبعين لتلك الجلسة.
لعل تصرفه بتلك الطريقة قد أبرز إلى حد بعيد أن الرجل لم يعد يقوى على المشي أو الحراك، ولربما أن شحنات بعض صقور الحزب هي فقط التي لازالت تمد بطارية عبد الإله بنكيران بعد مأزقه الذي وضع نفسه فيه. تناسي أن شروط اللعبة ليست في صالحه مع العلم أنه كانت له الفرصة في تقويم شروط اللعبة وتعديلها إلى جانب فئات الشعب العريضة خدمة للشعب عامة.
والنتيجة أكيد، قد تبدت للعيان إلى حد يثير الشفقة على ما آل إليه وضع بعض رموز الحزب الذين كانوا رمزا للقيم والمبادئ، إلا أنه على ما يبدو اندثرت قيمهم ومبادئهم في سبيل تحقيق الأهداف، والوصول إلى السلطة .
جمال الفقير

الخميس، يوليو 04، 2013

في الرد على ملاحظات "" أبو إسراء"" (بخصوص مقال حيثيات فشل التجارب الإسلاموية في الحكم )"



أمر مثير السخرية والاستغراب، هذا ما لامسته من تعليقات "أبو إسراء". أحد الذين علقوا على مقالي الأخير المعنون ب"" حيثيات فشل التجارب الإسلاموية في الحكم " في إحدى الجرائد الإلكترونية وكأنه لم يتمعن في المقال . فحكم عليه حكما مسبقا وجاهزا وخصص لذلك فقرات وأسطر مهممة، بل تجاوز ذلك إلى حد القدح في الشخص دون مناقشة الأفكار بشكل موضوعي يسود فيه منطق "الاختلاف لا يفسد للود قضية.". وهذا ما جعلني مضطرا للرد
سأحاول أن أناقش فكرة بفكرة:
أولا: استعمال الإسلاموي، هو استعمالمتداول ومقبول بما أنه يعبر عن  غاية مقصودة يريد أن يصل إليها، وعن قصد لم يتم استعمال الإسلامي، فهناك بون شاسع بين الإسلامي الحقيقي والإسلاموي الذي يستغل الدين في السياسة ويزج بالإسلام في أمور ما أنزل الله بها من سلطان..
ثانيا: صاحب المقال لم يستنتج أن الأحزاب الإسلاموية لا تستطيع التدبير والتسيير ، بل تحدث عن انعدام التجربة وعن ""بعض"" "العقليات الإسلاموية المتحجرة التي تعتبر انتقادها ووصفها بالفاشلة في تسيير شؤون بلدانها مجرد هراء ورغبة في تعطيل عمليات ومبادرات الإصلاح، وتتشبث بأنا المثالية في التسيير والتدبير، وتتوهم نفسها التجربة التي لا يمكن أن تقع في الخطأ. لذلك لا تقوله مالم يقله.
ثالثا: المقال ليس فيه أي نوع من التحريض، وهو يقدم أسباب فشل التجارب الإسلاموية في الحكم ، التي أشار في الأخير إلى أنه كان بالإمكان أن تتفاداها لتقدم تجارب محترمة. لا يوجد خلاف في أن الفساد كان منذ زمن بعيد، لكن هذا لا يمنع من اتخاذ إجراءات ملموسة يلحظها المواطن، لا الزيادة في الأسعار واستهداف البسطاء، وحماية الذي ستفيدون من خيرات البلاد والذين يوصفون بالتماسيح والعفاريت التي يعب محاربتها، لا بل تتم حمايتها. إذن هذه التجارب الإسلاموية لا تمتلك جرة وإرادة سياسيتين كما أشار المقال.
رابعا: الظرفية التي جاءت فيها هذه الأنظمة بارزة للعيان. من منا لا يعرف أن حزب العدالة والتنمية قد عقد صفقات من أدل عدم الخروج في الحراك الاجتماعي المغربي و فضل السلطة على الاصطفاف إلى جانب الشعب من أجل تحقيق العديد من المطالب.
خامسا: اسرد لي ماذا قدم بنكيران سوى فرض الضريبة على الرواتب الإضافية ووضع قانون منظم للولوج للمناصب السامية.ماذا قدم مرسي سوى الاقتراض من الخارج ووضع دستور ممنوح جمع فيه جميع الصلاحيات وأعاد المصريين لنقطة الصفر.
سادسا: إن الذي يجب عليك استيعابه يا سيدي هو أن هده التجارب الإسلاموية تؤدي ضريبة سكوتها عن التماسيح والعفاريت.، وضريبة إيمانها بالفكر الأحادي- إن كان هناك فكر-، وبالإيديولوجيا الأنانية.
سابعا : لا أدري كيف أنك مع صاحب المقال في العديد من النقط، وتصر على أنه مخطئ: من هو المخول له بأن يجبر الناس على دفع الضرائب هل الحكومات أم صاحب المقال؟ بطبيعة الحال المسئولية تقع على الحكومات التي تدافع أنت عنها.
عودة إلى الشق الذي تحدثت فيه عن الشرعية القانونية، عن أي شرعية تتحدث هل تستطيع أن تؤكد لي بأن كل من صوت لهذه التجارب الإسلاموية واع بما فيه الكفاية، ودارك لمن سيمنح صوته وللأفكار التي يروج لها ولمدى حقيقتها. طبعا لا، لأن الأمية متفشية يا سيدي، والناس مخدرون ومدجنون، الشيء الذي سمح بأن ينقادوا بمجرد استهداف وترهم الحساس والتحدث إليهم بمنطق ديني لغرض سياسوي -وليس سياسي-.
ولعلمك، الساكت عن الحق شيطان أخرص. هي وجهة نظر وأفكار خالجتني اعتمادا على معرفتي الضيقة والمحدودة كما سميتها، فلك الحق أن تتفق أو تختلف لأن الاختلاف لا يفسد للود قضية..
مع محبتي..
جمال الفقير

حيثيات فشل التجارب الإسلاموية في الحكم....


إن ما يجري بمصر حاليا مع "جماعة الإخوان" هو بمثابة إنذار وتحذير شديد اللهجة لإخوان" العدالة والتنمية" بالمغرب، الذين تراجعوا هم أيضا عن الوعود التي قدموها إبان وصولهم لرئاسة الحكومة وتصدرهم للمشهد السياسي المغربي عن طريق الاستفادة من الحراك المغربي ومحاولة تبنيه من دون أي تضحيات تذكر، مستغلين نسبة التصويت المتدنية نتيجة مقاطعة غالبية المغاربة، الذين فقدوا الثقة في السياسة والسياسيين.
إن تعنت محمد مرسي وتشبثه بالرئاسة رغم فشله ورفض الشارع المصري له، يشبه كثيرا ما يحدث في المغرب مع عبد الإله بنكيران- وإن بدرجة أقل، وبلغة تصعيديه آخذة في التدرج-. فعلى الذي يعمل لمصلحة الوطن كما يدعي، ويسعى لأن يكون نبراس الشعب ويده المطيعة ولسانه الذي ينطق به أن يستجيب لمطالبه بالإصلاح أو بالرحيل إن تطلب الأمر، وأن لا يجد أدنى حرج في ذلك.
وهو ما لا تتقبله بعض العقليات الإسلاموية المتحجرة التي تعتبر انتقادها ووصفها بالفاشلة في تسيير شؤون بلدانها مجرد هراء ورغبة في تعطيل عمليات ومبادرات الإصلاح، وتتشبث بأنا المثالية في التسيير والتدبير، وتتوهم نفسها التجربة التي لا يمكن أن تقع في الخطأ. وهذا أمر خاطئ وخطير قد يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه. والتاريخ القريب يذكرنا لعلنا نعتبر.
لقد تم الإعلان ضمنيا عن فشل التجارب الإسلاموية في العديد من البلدان التي عرفت ما سمي تجاوزا – الربيع العربي - وحتى تلك التي عرفت تظاهرات واحتجاجات بدرجة أقل منها، وذلك بالنظر للعديد من الأسباب أبرزها:
أولا: انعدام التجربة، مع غياب جرأة وإرادة سياسيتين في مواجهة تدخلات اللوبيات الداخلية والخارجية والتصدي لإملاءاتها التي لا تخدم مصلحة الشعب عامة( وهذا ما عجز عنه عبد الإله بنكيران الذي خضع للتماسيح والعفاريت، وخنع لإملاءات صندوق النقد الدولي).
ثانيا: عدم وجود رؤية واستراتيجية واضحة ومحددة للتسيير الجيد والمعقلن الذي من شأنه أن يراعي الخصوصيات والمعطيات التي تفرض نفسها.
ثالثا: غياب توافقات بين الفرقاء السياسيين قاعدتها الأساس التنازل عن بعض الأشياء خدمة للمصلحة العامة، وليس التنازل عن المبادئ الأساس خدمة للتماسيح والعفاريت لنيل مباركتها ورضاها الذي قد يمكن من الاستمرار في السلطة مثل كراكيز جامدة يقلبها من هم أعلى شأنا كيفما يشاءون.
لاشك إذن، أن تفادي مثل هذه الأسباب وغيرها، كان سيسهم في تفادي فشل التجارب الإسلاموية (سواء في مصر مع "الإخوان المسلمين" أو في تونس مع "حزب النهضة" أو في المغرب مع "حزب العدالة والتنمية"). وسيؤدي إلى خلق التوازنات واندثار العمل بالفكر الأحادي المتصلب والمتحجر، الذي يتغذى من الإيديولوجية الأنانية...

ما بين الخضوع للتماسيح والتسلط على البسطاء...


يبدو من خلال تعنت رئيس الحكومة أنه يجب الانتقال إلى مرحلة ما بعد النقد، لأنه لم يعد يجدي نفعا معه، لا بل زاده تعنتا وتصلبا، خاصة مع الضغوطات التي أمسى يتلقاها هنا وهناك. فما إن تمرغ به اللوبيات الداخلية الأرض حتى يحين دور اللوبيات الخارجية التي تذله وتستصغره، بعد أن وضع نفسه في مقدمة الحرب من دون أن يحمل سلاحا. أمام كل هذا، اختار أن يكبل يديه رجليه وأن يرضخ لثقافة الخنوع لمن يسميهم التماسيح والعفاريت واستأسد على من هم من بني جلدته من البسطاء والكدح وغيرهم..
بالرجوع إلى ما الذي قام به بنكيران، وما هي الحسنات التي تحسب له، نجد فقط فرض الضريبة على الرواتب الإضافية، ووضع قانون ينظم الولوج للمناصب السامية، أما عدا ذلك فلا يعدو أن يكون كلاما في كلام ولغوا لا صحة له ولا أساس.
يعرف السيد رئيس الحكومة أنه قد ارتكب غلطة عمره عندما أقحم نفسه في حكومة فرضتها ظروف معينة ومعطيات معينة ; أي فرضتها احتجاجات ومظاهرات ومطالب بالإصلاح ومحاربة الفساد. وللمفارقة لم يشارك حزبه في هذه المظاهرات والاحتجاجات لأسباب اشتمت منها رائحة صفقات، بوادر أولى للتملق من طرف الحزب بغية الوصول إلى السلطة المزعومة بأي ثمن، بمعنى آخر أراد أن يستغل الوضع لصالحه. وبالفعل فقد استغله وتمكن من الوصول إلى السلطة بفضل أتباعه المصوتين ومقاطعة غالبية الناخبين للانتخابات، وهذا ما جعل الكثير من المتتبعين يرون أن عبد الإله بنكيران ليس ممثلا للشعب وإنما هو ممثل لأتباعه وفقط...
ولعل ما زكى كل هذا، هو قراراته التي استهدفت المواطن البسيط بالدرجة الأولى، من خلال رفع الأسعار، وعد إيجاد فرص شغل جديدة لأبناء الشعب من المعطلين. وعلى ذكر هؤلاء المعطلين فقد تحول النزاع بينه وبينهم إلى نزاع شخصي، وانتقل إلى ما هو مؤسساتي بعد أن وصل للسلطة. أمر أكده رئيس الفريق البرلماني عبد الله بوانو لحزب العدالة والتنمية في إحدى خرجاته مؤخرا. فالسيد بنكيران لا يقبل النقد، ولا ينسى خصومه الذين يعارضونه ويعارضون سياسته، تجلى ذلك من خلال مظاهرات ومسيرات حاشدة قام بها ضده المعطلون في سلا معقل ترشحه قبيل انتخابات 25 نونبر بقليل، وفي أماكن أخرى..
لذلك، أصبح رئيس الحكومة يكن عداء لهم، ولا يطيق أن يستجيب لمطالبه ويرهن ولوجهم للوظيفة باستقالته من رئاسة الحكومة متحديا القوانين والمراسيم. هذا رغم أن الكل يعرف أن بنكيران مجرد وسيط للمعطلين في ملفهم، وأن من يدبر هذا الملف هم آخرون أعلى منه شأنا..
آخر خرجات السيد بنكيران ومن معه، مشاركته في جريمة سيعرف صداها مستقبلا من خلال رضاه عن إملاءات صندوق النقد الدولي الذي دعا إلى خفض- إن لم نقل حجب- التوظيف في القطاع العام مقابل التشجيع على القطاع الخاص بغية تخفيض كتلة الأجور وخلق التوازن كما يزعمون. هي قرارات سيكون لها تأثير على المواطنين البسطاء والكادحين، وحتى الميسورين أيضا الذين يرون في الوظيفة العمومية منقذا لهم ولعائلاتهم مادام أن القطاع الخاص في المغرب غير مهيكل، وليست فيه أي ضمانات...
جمال الفقير.

السبت، يونيو 08، 2013

على هامش امتحانات الباكالوريا بالمغرب....

إضافة تسمية توضيحية




صراحة، كلما جاءت مرحلة امتحانات الباكالوريا إلا وأسترجع ذكريات ماضية، وينتابني إحساس غريب باللحظة التي كنا نعد فيها العدة لاستقبال الامتحانات . كنا كلنا جد ومثابرة واستشراف لمستقبل يبشر بكل الخير، لكن صدمتنا بعد الحصول على شهادة الباكالوريا كانت كبيرة بعدها.

لأجل هذا صرت أشمئز من طريقة ترويج الإعلام الرسمي والمسئولين لفترة الامتحانات، من خلال الحديث عن عدد المترشحين لها ، وعن سبل إنجاحها، وطرق محاربة الغش الذي يكثر فيها، فيتم تلخيص قيمة الباكالوريا في فترة محددة، وفي أمور من المفترض أن تكون شكلية روتينية مكملة لما يمكن أن تسير عليه الأمور عندما تكون في سكتها الصحيحة.

وهذا يجعلنا أمام وابل من الأسئلة التي تنتظر أجوبة شافية لها أسئلة من مثل: ما طبيعة التعليم الذي تلقاه هؤلاء والذي سيختبرون فيه ؟ هل يتوافق واقعهم السوسيوثقافي الذي يعيشونه مع المقررات الدراسية والمنظومة التعليمية، ومن تم هل حققوا تراكما معرفيا ومنهجيا بالشكل الذي يجعلهم قادرين على الدفاع عنه والإجابة عليه في الامتحانات التي سيجرونها؟

لنستبق الأمور، ولنفترض أننا استطعنا الحد من الغش الذي يطبل له وزير التربية الوطنية وأتباعه، واستطعنا تحقيق نسبة كبيرة من النجاح، وبمعدلات مرتفعة، فهل هذه الشهادة (الباكالوريا) صار معترف بها من طرف المعاهد والجامعات الدولية والوطنية بما يتيح للحاصل عليها الولوج إلى أي تخصص يريد؟ قبل ذلك ما مصير هذا المترشح الذي يهلل له الإعلام بعد أن يحصل على الشهادة، والذي ينسى بعد ذلك كأنه لم يكن؟ أليس مأوى غالبية الحاصلين عليها الجامعة المنخورة، مع العلم أن هذه الأخيرة تنتج عشرات الآلاف من المعطلين سنويا تتغاضى الدولة عن توظيفهم، فتحاسبهم بمنطق أن تخصصاتكم لا تناسب سوق الشغل، مع العلم أنها مشجع رئيسي لهم في بداياتهم الأولى؟

أسئلة من هذا النوع وصعوبة الإجابة عنها هي التي تجعل غالبية الحاصلين على الباكالوريا يرتبكون ويحزنون بعد فرح لحظي يتشاركون فيه مع العائلة والأحباب ، لأن سؤالا بدهيا هو الآخر يخالجهم ويطرح نفسه عليهم بعنف وشدة بمجرد الحصول على الشهادة المعلومة ، وهو : و بعد، هل ستمكننا هذه الشهادة من الحصول على وظيفة و تحقق لنا عيشا كريما ؟

وليس الغرض من إثارة هذه الأسئلة ممارسة نوع من التيئيس، وإنما غرضه تنبيه القيمين على الشأن التعليمي بالمغرب ودعوتهم إلى التأمل في المنظومة التعلبيمية المختلة من أجل معالجتها معالجة دقيقة لا ترقيعية، وذلك حتى ننتج تعليما متميزا من شأنه إنتاج نخب متميزة قادرة على الدفع بعجلة التنمية والتطور، وكل ذلك لا يمكن( طبعا) لا يمكن أن يتحقق إلا بتقديم الدعم اللامشروط والمستمر على مدار مراحل التعلم .

إن وضع الأصبع على الجرح مباشرة هو الكفيل بإنقاذ ما يمكن إنقاذه، إذ عوض أن نحارب الغش في الباكالوريا كنتيجة، فلنحارب السبب الذي أسهم في وجود الغش أصلا حتى نرقى إلى ما هو أحسن. وهو المسكوت عنه (للأسف) من طرف المسئولين لأسباب مضمرة تحمل في طياتها ما تحمل، وتطرح العديد من الأسئلة. فإذا كان الغش في الامتحانات يعتبر شكلا من أشكال الخيانة، فإن السكوت عن السبب وراء الغش يعد الخيانة بعينها...

 جمال الفقير.

الاثنين، يونيو 03، 2013

الحلال بين والحرام بين يا فخامة رئيس الحكومة..

 تأكد من خلال  مجموعة من التجاوزات والخروقات -التي تخص  العديد من الحقوق- أننا فقط أمام شعارات رنانة وكلام فضفاض لا طائل منه، ومجرد حبرعلى ورق"، خاصة بعد أن ارتفعت وتيرة الاعتقالات والقمع  والتعنيف غير المبرر، مع وصول الإسلامويين إلى الحكم وطفت  بزعامة عبد الإله  بنكيران.


       تأتي على على رأس هذه التجاوزات: التدخلات العنيفة والمتواصلة  بالعاصمة الرباط في حق المعطلين، والتي وصلت إلى حد  الضرب في مناطق حساسة من الجسم ما سبب  إصابات في  الرأس وكسور متنوعة،  نتج عن كل ذلك إصابات وعاهات مستديمة وتعرض العديد منهم لاعتقالات ولمحاكمات ولتهم واهية لازلوا متابعين عليها. تجاوزات وانتهاكات تهدف إلى إقبار الأصوات  المطالبة بالشغل الذي هو حق وليس امتيازا.
      الأمر المحسوم فيه هنا،  هو أن حكومة  حزب العدالة والتنمية، صارت ضد التيار الذي أعلنته لنفسها سابقا بكونها ستنهج   الحوار عوض المقاربة الأمنية القمعية ، هكذا وعوض أن تحارب المقاربة  القمعية الفاشلة وتسعى إلى إيجاد  حلول للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية  وغيرها، نجدها تبدع في إعطاء تبريرات واهية كانت إلى عهد قريب ترفضها، منها  ـ استرجاع هبة الدولة  ومنع احتلال الملك العمومي وعدم عرقلة السير وحماية المواطنين، وكأن  الأطر العليا المعطلة مستعمرة،  أو وعبارة عن ثلة من قطاع طرق غرباء عن الوطن الذي هو المغرب،  وليسوا مواطنين  مغاربة.
      لما لا تعي حكومة بنكيران  أن هبة الدولة لا تسترجع باستعراض العضلات على محتجين معطلين، هم خيرة هذا البلد وفقط يطالبون بحقوقهم، ويحتجون بطرق سلمية وحضارية؟
      لماذا لا يتم   استرجاع هبة الدولة يكون بمحاربة  الفساد الذي عشش منذ سنوات ؟
         لماذا لم يتم تفعيل الضريبة على الثروة؟ لماذا لا يتم الكشف عن عائدات الفوسفاط وأين تذهب ولصالح من؟ لماذا لا يتم الكشف عن وجهة الهبات النقدية من حصص البترول والغاز التي تقدمها دول مثل السعودية والإمارات للمغرب؟  
       لماذا لا يكون هناك  توزيع عادل للثروة بين أبناء الشعب لا إفقار الفقير وإغناء الغني وتطبيق مبدأ العدالة والمساواة الخادعة والماكرة التي تحمل الكثير من الخبث على الفقراء والكادحين ومنهم فئة المعطلين؟
       لماذا لا يتم  إصلاح القضاء المنحل وتحقق العدالة الاجتماعية، وتعلن الحرب على اللوبيات الداخلية والخارجية  التي تمتص دماء المغاربة  وأموالهم؟
     لماذا  تفكر الحكومة الموقرة في تخليص أبناء الشعب من شبح العطالة الذي لم تختره بمعية إرادتها، وبغية عدم عرقلة الزاد الذي يتوفر عليه هؤلاء المعطلون من معلومات ثرة من شأنها المساهمة في تنمية البلاد وخدمتها على أحسن ما يرام، كل حسب تخصصه؟
     هل نحن في دولة تحترم نفسها، وتحترم المواثيق الدولية والدساتير التي توضع.؟ أين هو التفعيل الحقيقي للفصول التي تتيح الحق في الحرية والتظاهر والحق في الشغل؟
    لقد رضي عبدالإله بنكيران وأتباعه الدخول في لعبة سياسية قدرة لتدبير مرحلة وفقط، وستكوننون بذلك مادة دسمة لعشاق كتابة التاريخ في العشر سنوات أو العشرين سنة المقبلة بإذن الله....

مقاطعة موازين ضرورة ملحة فرضتها الظروف والسياقات.....

نظم مهرجان موازين في ظل أوضاع مشحونة عاى جميع المستويات... أمر يثير الكثير من السخرية والاستغراب،لذلك نتساءل : من هي فئة الشعب التي تعشق المهرجان وتتشب به ؟ هل هي الفئة الغالبة المحرومة والكادحة التي تكابد من أجل قوت يومها أم الفئة التي تملك ما تيسر من الأموال والثروات أو غيرها ؟ بمعنى آخر من هم المغاربة الذين يرغبون في بقاء موازين ويمثلون الشعب بعد أن صرح أحد المسؤولين إلى أن حوالي 2 مليون من المغاربة يحضرون المهرجان؟ هل فعلا مهرجان موازين هو انتصار لمغرب الثقافات، وانتصار للفن والإبداع في صيغته الحالية وفق الظروف والسياقات الوطنية والدولية؟ ما طبيعة مرتادي موازين؟ وهل نسبتهم تفوق نسبة المغاربة المقاطعين له والرافضين له من مختلف ربوع المغرب.؟
إطلالة سريعة لطبيعة مرتادي هذا المهرجان ومواصفاتهم الطبيقية والجنسية والمعرفية ، ستسعف في اكتشاف أن أبناء الأبهة من المغاربة - الذين فهموا الحداثة بالمقلوب وأخذوا قشور الأشياء عنها، والذين يتهافتون على رؤية النجوم والمشاهير حتى يتباهوا بهذا أمام أقرانهم- يتصدرون حفلات المهرجان، إلى جانب بعض الفئات من الميسورين والكادحين والمهمشين الذين هم ضحية أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والفكرية المستفحلة والمتأزمة.
إننا نتحدث يا سادة عن الفئة التي تضم خاصة شباب وشابات ومراهقي ومراهقات الطبقة المهمشة التي تنتمي لضواحي الرباط وسلا وما جاورهما، والتي تحضر لتفرغ في مثل هذه المناسبات مكبواتها وما يخالجها وما تعانيه من أزمات نفسية واجتماعية واقتصادية وفكرية.
أشار المسؤول عن عدم مقاطعة المهرجان وعدم إلغائه هم هؤلاء المرتادون ك، إلا أننا نرى عكس ذلك، فالدولة المغربية هي المسؤول، لأنها باستمرارها في تنظيمه تمارس هواية التضليل، وتراوغ بكل ما أوتي لها، فمثل هذه المهرجانات غايتها التخدير والتدجين للوصول إلى الغايات المضمرة.
إن المغاربة يرفضون مهرجان موازين ليس لكونه يخالف الوازعين الديني والاخلاقي، بل إن الأمر أعمق من ذلك، حتى لا نوصف بكوننا متزمتين ولا ننتصر للفن والإبداع. لا يهم أن تأتي لوبيز أو مادونا أو نانسي أو تامر أو... وإنما:
أو هل يجوز أن ننشئ وننظم مهرجانا للغناء والرقص تصرف فيه أموال باهظة ولازال العديد من فئات الشعب تعيش في العراء وتلتحف الأرض لا بيت لها ولا مأوى بعد أن هدمت بيوتها، وبالتالي هي تتئن وتغني بطريقتها الخاصة من جراء القر والبرد، وترقص بطريقتها الخاصة جراء الجوع وقسوة الحياة وضيق اليد ؟
من المبررات التي تقدم هي أن هذا المهرجان ليس فيه إهدار للمال العام، وأن مساهمة الدولة لا يتجاوز 6 في المائة(وما خفي كان أعظم)، وأن المساند والممول الرسمي هم شركات خاصة. ونحن نقول، نعم فيه إهدار للمال العام، وإن كان بتلك النسبة، ثم لماذا هذه الشركات الخاصة لا تفكر في توفير فرص شغل جديدة لأبناء الشعب العريضة، ومنها فئة المعطلين التي تعاني الويل والويلات في شوارع الرباط وقبة البرلمان وفي جميع ربوع المغرب، ولماذا لا يستغل جزء من مال هذه الشركات في مساعدة باقي فئات الشعب المحرومة من أبسط شروط العيش الكريم؟ لماذا لا تفكر هاته الشركات الخاصة في الاستجابة لمطالب عمالها المضربين الذين يطالبون بتسوية أوضاعهم المزرية ومن ساعات العمل الطويلة التي يقضونها بدون تعويضات، ومن دون أي ضمانات، وفي غياب التغطية الصحية لغالبيتهم ؟
لاشك إذن، أن تنظيم مهرجان موازين وفق السياقات والظروف الحالية التي يمر منها المغرب ضحك على أبناء الشعب وإلهاء لهم..
يبقى أن نعترف، ما كل المغاربة بمقاطعين موازين ولو حرصت..
جمال الفقير

الثلاثاء، مايو 07، 2013

الحقيقة المرة التي لم يتقبلها رئيس الحكومة......


غالبا ما تكون الحقيقة صعبة ومرة،  وفي أحيان كثيرة، إلا أنه وجب تقبلها باعتبارها ترجمة طبيعية   ونتيجة حتمية لقرارات وممارسات معينة. وهذا الأمر يجوز أن نسقطه على الحكومة المغربية  برئاسة حزب العدالة والتنمية، ذلك أنها ترفض حالة الفشل  التي هي عليه لغياب خطط  واستراتيجيات للتسيير وأشياء أخرى.
         لقد سمحت الأخطاء والزلات اليومية بالاقتناع شيئا فشيئا أننا  أمام حكومة عاجزة تماما عن التقدم ولو خطوة إلى الأمام في سبيل إصلاح ما يمكن إصلاحه، إذ عوض أن تنكب على وضع استراتيجيات وخطط في شتى المجالات من أجل إقناع الشعب بالنوايا الحسنة وترجمة كل ذلك على أرض الواقع، نلفيها قد فتحت على نفسها جبهات من الحرب، واهتمت فقط بالدخول في غوغاء كلامية لا قيمة  ولا طائل لها. فأعطت بذلك فرصة للخصوم من أجل الانقضاض عليها- خاصة- بعد  أن أعلنت  حلولا ترقيعية تستهدف جيوب المواطنين بالدرجة الأولى، ومنها -على سبيل المثال لا الحصر- قرار الزيادة في المحروقات باعتباره أولى القرارات التي خالفت المألوف حكومة بنكيران .
          إن أسئلة  صريحة ومنطقية كانت قد طرحت نفسها بقوة  منذ  فوز حزب العدالة والتنمية بالانتخابات  على العديد من المتتبعين أو لنقل جل المهتمين بالشأن السياسي المغربي والعارفين للكثير من كواليسه، لعل من بينها: هل فعلا ستستطيع حكومة العدالة والتنمية امتلاك الجرأة الكافية لمواجهة اللوبيات الداخلية والخارجية؟  قبل ذلك هل ستستطيع أن تقف ندا للند أمام الضغوط التي قد يسببها  المحيطون بالقصر؟ هل لها من الحنكة السياسية الكافية ومن البسالة القدرة والإحساس بالمسؤولية  التي قد تجعلها تسمي الأسماء بمسمياتها عوض أن تستعمل  رموزا وأسماء تنم  عن غباء وخوف وجبن سياسي؟
       لقد خندق رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران نفسه عندما صار يمارس دور الضحية وينأى بنفسه عن دور الجلاد، بمعنى آخر ورط  نفسه عندما اتخذ لنفسه رجلا في الأغلبية ورجلا في المعارضة ، وأعلن عن وجود تماسيح وعفاريت تمنعه من محاربة الفساد، لكنه لم يمتلك الجرأة  ليسمي الأشياء بمسمياتها.
بذلك نلفي أن بنكيران قد رفض حقيقة فشله المرة ولم يتقبلها، رغم أن هذه الحقيقة قد تبدت للجميع بعد أن انقلبت الطاولة على وجهه  وسقط من برج الشعبوية الذي احتله لشهور عدة، وكان ضحية كل ذلك عموم أبناء الشعب خاصة منهم  الفقراء والأميون وضعاف النظر...
جمال الفقير

الاثنين، أبريل 22، 2013

حينما تنحط الأخلاق...


صادفت في هذا الأسبوع الذي نودعه أناسا عديدين، بعضهم أعرفه والبعض الآخر تعرفت عليه لأول مرة، وقد نتج عن هذه المصادفات سلوكات و تصرفات بذرت منهم، فكان لها وقع خاص علي، بصيغة أخرى استفزتني سلوكاتهم الصبيانية.
أولى هذه السلوكات هو خلط بعض الأصدقاء بين ما هو شخصي وفكري، وتعاملهم بنوع من الخبث لتصفية حسابات ضيقة- ما أنزل الله بها من سلطان-، فكان أن لقي هذا السلوك وصاحبه حالة من الاستياء الجماعي من طرف ثلة من الأصدقاء هذه نتيجة الأفعال الذميمة التي لا تحترم الرأي والرأي الآخر، والتي تتغنى بالإيديولوجية الأنانية التي لطالما عرضت متبنيها للنسيان والتناسي وعد التقدير..
سلوك آخر استفزني، الإبداع في التملق الذي أظهره أحد الذين تعرفت عليهم صدفة في مجمع علمي رشيد، حيث أبان هذا المعتوه عن تودد وتملق كبيرين من أجل غاية في نفس يعقوب، فتوالت كلمات المدح والتودد والزهو والاعتداد بالنفس، وقول ما ليس واقعيا، و ما ليس معقولا، وما ليس موجودا أصلا... ملأ صاحبنا الدنيا وأقعدها من أجل الوصول إلى مبتغاه ، وخال في نفسه أنه أذكى الأذكياء ونسي الحكمة- بالأحرى- القائلة "إذا كنت ذكيا فلا تدعي أن الآخرين أغبياء"..
حاولت أن أتمالك أعصابي اتجاه مواقف وتدخلات صاحبنا -السالف الذكر- التي لا تحترم أبجديات النقاش إلا أنه وكما يقال " بلغ السيل الزبى" فرددت له الصاع صاعين بعد أن كشفته غايته وغرضه بطريقة جعلته، يجر ذيول الخيبة والحسرة، فعاد في لحظات إلى رشده وحالته، واحمر وجه خجلا بعد أن كان يطلق ضحكاته الصفراء في كل حديث وكل جملة....
أما السلوك الأخير الذي أود الإشارة إليه، فهو السلوك غير المهني وغير اللائق الذي قام به صديق أكن له كل الاحترام، لكن هذا الاحترام والتقدير أخذ في التلاشي بعد فعلته الشنيعة، حيث أعاد نشر بعض المقالات المتواضعة لي في أحد المواقع الإلكترونية باسمه وصورته وبريده الإلكتروني دون احترام يذكر للكاتب الحقيقي لتلك الكلمات ، ولأخلاقيات المهنة وما تقتضيه من أمانة علمية..
وبذلك أبان أصدقائي المفترضون عن جبنهم و تفننهم فيما قاموا به ، لكنهم في حقيقة الأمر تفننوا بسذاجة وجبن وغباء واضح مادام أن أفعالهم وسلوكاتهم كانت مكشوفة...
جمال الفقير.

قراءة في أسباب سلوك التخريب لدى الشباب(وجهة نظر)









 إن التخريب الذي تعرضت له مدينة الدار البيضاء (كمثال) بعد مقابلة في كرة القدم يعتبر أمرا طبيعيا ونتيجة طبيعية لضغط من الضغوط قد ولد الانفجار. ذلك أن أحداث الشغب التي جرت ليس سببها كرة القدم في حد ذاتها أو حب الفريق في حد ذاته وفقط ، بل هناك محددات سيكولوجية واجتماعية واقتصادية ومعرفية هي التي أدت إلى كل ذلك العنق الذي لن ولم يكن الأمن ليسيطر على الأوضاع، وحتى إن سيطر على ذلك فسيكون بشكل لحظي وآني لا يسعى إلى معالجة الظاهرة من عمقها، لأن هناك أسباب -كما- أشرنا- خفية هي مربط الفرس ولابد من معالجتها بشكل بنيوي.
            لكي نكون واضحين أكثر، فالمغاربة لم يصلوا إلى حد الذهاب للملاعب من أجل تحقيق المتعة والترويح عن النفس بمشاهدة لعبة مفضلة وفريق مفضل يحقق الإمتاع كما هو معمول به في دول غربية متقدمة، بل إن الغالبية العظمى تذهب لكي تفرغ مكبوتاتها التي تعتملها والتي تعجز عن تفريغها في أماكنها وقنواتها الخاصة بفعل العديد من الإكراهات.
           لسنا في موقف المدافع عن المخربين، ولا بصدد إعطاء تبريرات لسلوكات تخريبية تستحق العقاب، لكن هناك أسئلة مقلقة لابأس من طرحها، لأن التمعن فيها ومحاولة الإجابة عنها بحكمة وتبصر سيسعف في الوقوف على مكمن الخلل، والسبب الرئيسي في مثل هذه السلوكات.
     كيف يمكن  لشاب أن يسيطر على أعصابه أمام تلك اللحظات التي يعتبرها تطهيرا له من كل ما يعانيه من حرمان، حيث انعدام أبسط شروط العيش الكريم والهنيء، ويعجز عن توفير قوته اليومي، ولا يملك سكنا حسنا، ولايملك عملا حتى؟
        ومجرد إطلالة بسيطة على الانتماء الطبقي لهذه الفئة المخربة، يجعلك تكتشف أن غالبيتها تنتمي للأحياء الشعبية الفقيرة والمهمشة في ضواحي المدن التي ينتشر في الإدمان والجريمة نتيجة الظروف المشار إليها.
       ماذا تتوقع من شاب يعاني من مشاكل سيكولوجية جمة مرتبطة بظروف النشأة والتربية، ومرتبطة أيضا بالمحيط العائلي الذي هو في الغالب غير سليم خاصة تلك العلاقات المتوترة التي تتبدى بين الآباء والأمهات بسبب مشاكل أصلها في الغالب اجماعي والاقتصادي ومعرفي بالأساس، والتي يعاينها هو على مدار الساعة، في كل لحظة يلج فيها المنزل وتكون سببا في تشرذمه وتشرده. كما أنه قد يعاني من القمع، فتتولد لديه العديد من العقد النفسية الحادة التي يصعب عليه إنقاذ نفسه منها، ولا مجال للتخفيف والتعبير عنها في هذه الحالة إلا القيام بأمور وأشياء تجعله يحس بكينونته ووجوده، ويثور ويتمرد على أوضاعه إن بطريقة شعورية مقصودة أو لا شعورية..؟
          لذلك، يمكن أن نخلص إلى أن من بين الأسباب الرئيسية لهذه السلوكات التي يتم اعتبارها تخريبية هو انعدام الكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية (وغيرها) التي يعاني منها العديد من الشباب منذ الصغر، والتي تكون سببا في عدم وعيهم وتعلمهم وتلقيهم تربية حسنة، وبالتالي إنتاجهم لسلوكات عنيفة قد تكون سلوكات لفظية أو جسدية أو مادية....

الثلاثاء، أبريل 02، 2013

بعض من الحقوق والحريات الأساسية: ما بين النص النظري والفعل التطبيقي..


إن اعتبار الحركات الاحتجاجات الشعبية –ومنها حركة المعطلين بالمغرب- وتواجدها من خلال الشارع بالأمر العادي، الذي لا يشكل أدنى حرج بالنسبة للمسؤولين لهو أمر مخجل، وعار على دولة ترفع شعار دولة الحق والقانون. فرغم الإنزلات والمقاربات الأمنية، ورغم التعنيف المستمر للمحتجين فرادى كانوا أو جماعات إلا أن ذلك لم يسعف، ولن يسعف في الحد من الاحتجاج بالمغرب . فما أدراك بالحال الذي كانت ستكون عليه الأوضاع لو أتيحت للجميع فرصة الاحتجاج دون أي تدخل أمني أو تعنيف؟
والأكيد أننا كنا سنرى طوفانا بشريا سينزل لشوارع المغرب- ومنها شوارع الرباط- سيزعج لا محالة المسؤولين وسيسبب لهم الصداع. وبالتالي سيصير المحتجون " المزعجون الحقيقيون" كما سمتهم الإعلامية المغربية فاطمة الإفريقي.
وضع غريب ومفارقات غريبة تلك التي يعيشها المغرب، خاصة في ظل حكومة حزب العدالة والتنمية التي يترأسها عبد الإله بنكيران.
أعلنوا في الفصل 25 من الدستور بأن" حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها." وقاموا بتهديد العديد من الصحفيين والأقلام الحرة وتعنيفهم كان آخرها تهديد الإعلامية فاطمة الإفريقي، وتعنيف الصحفي عمر بروكسي والصحفي المغربي بلقاسم.
أعلنوا عن رفضهم في الفصل 22 من دستور 2011 " المس بالسلامة الجسدية أو المعنوية لأي شخص، في أي ظرف، ومن قبل أي جهة كانت، خاصة أو عامة." فخالفوا المألوف، وصرنا نرقب ونرى دم شباب معطل في شوارع الرباط متسربلا، وأجسادا تتكسر ووجوها تتورم أمام مرأى الجميع دون أي حسيب أو رقيب.
أخبرونا بوجود الفصل 23 الذي يجرم " الاعتقال التعسفي أو السري والاختفاء القسري، من أخطر الجرائم، وتعرض مقترفيها لأقسى العقوبات. " فألفينا العديد من الاعتقالات التعسفية، كان آخرها اعتقال معطلين بطريقة مهينة وعلى سجية الأفلام الهوليودية ليتم إطلاق سراحهم بعد حملة الاحتجاج التي قادها أصدقاؤهم المعطلون...
لهذه الأسباب وأخرى، نعيد ونذكر رئيس الحكومة- بما أن الذكرى تنفع المؤمنين- إن ما يسمى "الدستور الجديد" يطبق فقط وبشكل معكوس على المهمشين والفقراء الذين تجيد لغتهم، وتعزف أنت على أوثارهم الحساسة، في حين أن من يمتلكون أكثر من 90 في المائة من خيرات المغرب يعيشون في هناء واستقرار.
وعليه، يا سيادة رئيس الحكومة فالتاريخ- وكما يقال- يسجل دون أن يغفل شيئا، وإننا لنراه يدون بمداد الخزي والعار ولا أثر لمداد الفخر والاعتزاز نتيجة ما تقترفه أيديكم في حق كل محتج، وكل معطل مطالب بحق، فهلا حاولتم التقليل من عدد الصحف والكتب التي ستدون...؟
جمال الفقير.

الأحد، مارس 03، 2013

كلاب وقطط المؤسسة الضالة....قصة قصيرة



كانت الساعة تشير إلى الثامنة صباحا في ذلك اليوم الممطر عندما وقف للحظة أمام باب المؤسسة، وأخذ يلمع حذاءه الذي بلله ماء المطر المنهمر بغزارة. ما إن انتهى من عملية التلميع حتى سمع صوتا خشنا من رجل صاحب عضلات، قوي البنية، عريض الكتفين يلقي عليه التحية، ويسأل عن حاله وأحواله، كان ذلك الرجل، الحارس العام للمؤسسة، ولأنه اعتاد على تحياته الحارة التي لا يدري هل نابعة منه أم هو نفاق وتقليد اجتماعي صار لزاما علينا الآدميون القيام به، لم يجد بدا من الرد عليه بأحسن منها، رغم أنه اضطر إلى إخراج يديه من القفازين اللذين يرتديهما جراء البرد، لكن كل شيء يهون في سبيل الإحساس بالتقدير على الحروف التي تلقاها في تكوينه، ويلقن بعضها لتلامذته الآدميين مع بعض الكلاب والقطط التي - تتسلل في كل مرة تسنح لها الفرصة- إلى أقسام هذه المؤسسة الموغلة في القدم خفية.
وأنت تتجول داخل فضاءات هذه المؤسسة تحس أنها مهجورة، ولا تلامذة فيها. فرغم أن مرتاديها بالمئات، إلا أن ضجيجهم الإنساني البشري لا يسمع، وعوض ذلك يسمع مواء القطط الشرسة ونباح الكلاب الضالة التي لطالما أربكت حساب أساتذة المؤسسة.
لازلت أتذكر يوم تسلل إلى حجرة الدرس كلب، واختبأ تحت إحدى الطاولات دون أن ينتبه إلى ذلك الأستاذ. والغريب هو أن الأستاذ في تلك الحصة استعان بالقطط والكلاب كأمثلة من أجل شرح الدرس، لكن ما إن هم في الشرح حتى أخذ الكلب المتسلل يصدر أصواتا غريبة غير مفهومة لم يعرف جميع من في القسم مصدرها، إلا الأستاذ الذي فاجأ الكلب في غفلة منه بضربة من الأستاذ على مستوى الوجه كادت تكسر فكيه، ثم أخرجه ذليلا بالركل والرفس. والمثير في أمر هذه الواقعة هو أن أحد حراس عام المؤسسة احتج بطريقة أو أخرى على الأستاذ المسكين، معتبرا أن ما فعله يعد خرقا لحقوق الحيوان، في حين تناسى أنه ( الحارس العام) إلى جانب المؤسسة المسؤولان الرئيسيان عن دخول الكلب للقسم وإصداره لتلك الأصوات المزعجة للأجساد الآدمية المتواجدة -على قلتها- داخل القسم.
والحديث عن الكلاب دون القطط من داخل تلك المؤسسة أمر ناقص بالنسبة لمن زارها. لهذا، فحديثي عن قطط وكلاب المؤسسة اللعينة لا يستقيم دون استحضار ذلك اليوم المشمس الذي تعاركت فيه إحدى القطط الشرسة مع أحد الكلاب الضالة في المؤسسة (؛) عراك شاهده كل من فيها، خاصة وأنه جرى في وسط الساحة الشاسعة، واستمتع بأطواره كل من كان في المؤسسة تلك الصبيحة، فما إن هب الكلب بالانقضاض على القطة التي تبدو في ظاهرها وديعة حتى أصدرت مواء كان بمثابة طلب للنجدة واستعداد لحرب ضروس، فبرزت الأظافر الحادة، وانضمت بعد ذلك لساحة الوغى قطتان سمينتان لتنقض الثلاثة على الكلب الذي لم ينفعه نباحه. آلمني الأمر لأن حارس المؤسسة السالف الذكر قد تدخل وفض المعركة بطريقته الخاصة، ونقلها إلى خارج المؤسسة لتبدأ فصول عراك جديدة في الخارج...
جمال الفقير.
.

شذرات بنكيرانية....

الاثنين، فبراير 11، 2013

غدر الحصان الأبيض الملائكي...( قصة قصيرة)


رغبة في تناسي مرارة طعم تناولته مكرها، خطرت ببالي فكرة مفادها احتساء قهوة وتدخين سيجارة، والبوح لبعض ممن يتجرعون مرارة نفس الطعم يوميا، ولربما ساعة بساعة لعلي أخفف من وطأة هاته المرارة إلا أن ذلك لم يزد الطينة إلا بلة..
المهم رغبة في هذا التناسي ركبت حصانا أسود اللون، عريض الجبين، قوي البنية، كبير الهمة، وجدت صعوبة في الركوب إلا أن مرارة الطعم أجبرتني على التسلق وامتطائه مرغما طبعا..
وجدت الأمر ممتعا لو سافرت به لينقلني إلى حيث هناك، حيث المكان الذي توجد به أطعمة حلوة المذاق، طيبة الرائحة. وبالفعل فقد كان الحصان _رغم مظهره المخيف الميال إلى الجبروت وعدم الطاعة_ لطيفا طيعا في البداية ، فانطلق بي.
العجيب في هذا السفر الاضطراري هو أنه ( الحصان) لم يكن مثل الآخرين، إذ إنه كان يركض بي في الأفق وعلى الخواء، رغم ذلك فقد كان صوت الركض مسموعا بالنسبة لي وكأن المسكين يركض على أرض غاصة بالوحل ويحاول التخلص منه.
لاحظت كيف أنه واجه صعوبة في الإسراع، وأخذ يلهث رغم أنه لم يمض على سفرنا سوى عشرات أمتار. لابد وأن إرادة قوية هي التي منعته من السفر بي إلى حيث أريد، فحتى جناحاه لم يستطع أن يطير بهما وأصابهما الشلل.
فجأة، ومن دون سابق إنذار،خارت قوى الحصان الأسود الذي امتطيته من أجل السفر حيث أريد، وحيث أذهب عادة عندما يتغير لون ومذاق الأطعمة التي أتناولها.. لكن، أيفترض أن يكون سبب المنع من السفر أو الامتناع مجهولا.؟
رغم أنني طرف في هذا المنع من السفر إلا أنني أشهد أنني عادة عندما أسافر أمتطي حصانا ملائكيا، أبيض اللون ينطلق مسرعا في الأفق، مخترقا الغيوم، ومعانقا النجوم في رمشة عين من دون أن يحدث ضجيجا أو شوشرة، ومن دون أن يتلكأ في ركضه أو يصيبه العياء أو الغبن أوالشجن...
لطالما أتاح لي الحصان الأبيض اللون فرصة زيارة المكان المحبب الذي لا ضيم فيه ولا شقاء، ولا نجاسة فيه ولا جراء. كله طهر ونقاء، فيه أطعمة غير مرة وحلوة المذاق، وأنهر من الماء والمشروبات الصافية صفاء الخلجان.
سأعود من سفري وأنا أجر ذيول الخيبة مادام أن حصاني الأسود قد تعثر ولم يستطع الحراك، ومادام أن حصاني الأبيض قد اختفى ولم يظهر له أثر، وبقية مرارة طعم غصة في حلقي من دون أن أسافر إلى ذلك المكان الذي لا عينرأته ولا أذن سمعته ولا خطر على شخص مغبون باستثنائي.....

جمال الفقير.

الاثنين، يناير 21، 2013

مهزلة تسكننا وإن حاولنا التملص منها....


مسألة تسكننا وإن حاولنا التملص منها، إنها الروح الوطنية والتعصب لها بشكل جنوني.
نتمنى النجاح والتفوق للبلد فنصير وطنيين بحق، إلى درجة أننا نتأسف ونتحسر وقد يصل الأمر إلى الامتناع عن الأكل والشرب وندعو عن طريق التحليلات المتعددة التي نقدمها، ونكتسبها  بالاحتكاك والممارسة للتغيير نحو الأفضل من أجله، ونطرح بدائل لذلك.
لكن، وللأسف الشديد هذه الروح الوطنية والغيرة على صورة الشعب لا تظهر منسجمة، ولا تظهر في موقع قوة إلا في مباريات كرة القدم، خاصة عندما يلعب المنتخب المغربي..
أمر ليس بريئا بما أن جميع المنابر الإعلامية المغربية مكتوبة أو مرئية أو مسموعة تسلط الضوء على هذه المباريات وتعطيها حجما كبيرا وتضخمها إلى حد الثمالة، فتجد الشيخ الحاجة والحاج والشاب والطفل.. والنطيحة وما أكل السبع كلهم يظهرون شراسة في التعبير عن روحهم الوطنية المفترضة.
قد يبدو الأمر للوهلة الأولى بريئا وعفويا غير أن مجرد تفكير بسيط سيسعف في فهم أن هناك أياد خفية تسعى جاهدة إلى تخدير وتدجين العديد من العقول وإقناعها بأن الروح الوطنية تكمن في كرة القدم وفقط، ولا أدل على ذلك إنفاق الملايير التي هي عبارة عن تحصيلات ضرائب تفرض على أبناء الشعب، كل هذا من أجل الوصول إلى المبتغى وتخفيف الضغط عما يعيشه البلد من حراك اجتماعي ومن إيقاعات احتجاجية.
إذن، هي مهزلة تسكننا عندما نلخص الروح الوطنية في كرة القدم وفقط، ونجند لها جميع الإمكانيات لذلك.....
جمال الفقير.

نافذة أمل... إلى العزيز محمد بوعلام.


هي مفتاح أمل جديد، هي حمامة السلام التي تطير في الأفق فتتنفس الحرية، وتستنشق هواء نقيا تنسى من خلاله الخطر الذي يحوم حولها عندما تكون في الأرض. إنها رمز للتجديد، بها نجدد الهواء الذي يكون بداخلنا بها وعن طريقها نطرد الروائح النثنة التي قد تسكننا.
مجرد التأمل بعد فتحها يشعرك وكأنك أمام بحر ترقب أمواجه وهي تتلاطم فيعجز لسانك عن الكلام والتعبير لتتكلم الأمواج نيابة عنك، وتغسل كل ما بدواخلك من هموم وكأنك أمام حصة للعلاج النفسي. فيالك من فسحة أمل يا أيتها النافذة...

مع أطيب التحايا للعزيز على قلبي محمد بوعلام.. الذي أسعفني إبداعه'" النافذة'" في كتابة هذه الكلمات...
جمال الفقير